تقرير خطير : نصف مليون تلميذ يواجهون شبح الجوع بشمال كردفان
كشفت معلومات رسمية صادرة من وزارة التربية والتوجيه بولاية شمال كردفان، بأن عدد الطلاب والتلاميذ الذين يحتاجون لتدخل عاجل في توفير الغذاء بمدارسهم بلغ (468489) ، هذا بخلاف طلاب تعليم العالي الذين يتجاوز عددهم اكثر (50) الف طالب وطالبة بالداخليات بالأبيض والمدن الأخرى..
كما كشف تقرير آخر صادر من وزارة الإنتاج والموارد الإقتصادية بولاية شمال كردفان ممهور بتوقيع المدير العام الدكتور حاتم جمعة، كشف بأن الفجوة الغذائية بالولاية بلغت أكثر من (60%) ..
وأرجع التقرير السبب إلى تذبذب الأمطار، وتأثر الولاية بالتغيرات المناخية..
وفي ذات السياق خاطب والي ولاية شمال كردفان السابق الأستاذ محمد إبراهيم عبدالكريم، إدارة المخزون الإستراتيجي بوزارة المالية الاتحادية، والأمانة العامة لديوان الزكاة، وكذلك مفوض مفوضية العون الإنساني الإتحادي ، بأن الولاية تعاني جدا من فجوة غذائية وعلفية حادة، مما يجعل عموم السكان في مواجهة عصيبة مع خطر الجوع في فصل الشتاء والفصول التي تليه ، مما ينعكس سلبا على حياة كل سكان الريف الذين يعتمدون في غذائهم الرئيسي على الذرة، وكذلك تتأثر العملية التعليمية وستزيد نسبة التسرب ويصبح عدد كبير من التلاميذ خارج السلم التعليمي ، سوى كان بالداخليات على قلتها، أو بكل المدارس التي يجب أن تتوفر فيها وجبة الإفطار كحد أدنى ..
وفي ذات المنحى كشفت وسائط إعلامية سودانية، بأن برنامج الغذاء العالمي بقطر السودان كشف في تقارير له بأنه يعاني من عجز مالي كبير، ولايستطيع تغطية مطلوبات توفير الغذاء للمحتاجين بالسودان، فيما كشفت مصادر أخرى فضلت حجب إسمها بأن التغذية المدرسة المقدمة من برنامج الغذاء العالمي لطلاب شمال كردفان تتعرض لتلاعب كبير، ولم تصل الكميات الصدقة للطلاب بل يحدث فيها بيع من بعض مدراء المدارس والمجالس التربوية بحجة الترحيل، علما بأن هناك دعاوى من وزارة المالية بالولاية لها عقودات مع بعض الجهات لترحيل التغذية للمدارس بالريف ولكن مع ذلك نجد الكميات ناقصة، فضلا عن حرمان بعض التلاميذ بالمدرسة الواحدة، مثلا إذا كانت هناك مدرسة قوتها (523) فاننا نجد حوالي ثلاثمائة وخمسون خارج تغطية التغذية المدرسية مما يعني بأن هناك أشياء غير سليمة، وطالبت ذات المصادر بضرورة التحري والتحقيقات ، مع إدارة برنامج الغذاء العالمي بالأبيض، وكذلك مع إدارة التغذية المدرسية بالولاية عن تسرب الزيت والوجبة المدرسية للأسواق، وكشفت ذات المصادر المطلعة على أدق التفاصيل، بأن شركاتهم المعنية بمراقبة توزيع التغذية المدرسية بالولاية عندما رفعت تقارير عن تسريب الزيت لأسواق الأبيض وبارا وغرب بارا وضبط زيوت منهتية الصلاحية بالمزروب ، بدلا من التحقيق من رئاسة البرنامج تم إنهاء العقد، وأضاف المصدر، هذا السلوك يجعل كثيرا من التلاميذ الطلاب بشمال كردفان يواجهون خطر الجوع …
من جهتة كشف مفوض العون الإنساني بولاية شمال كردفان، مكي السعيد حمدالنيل بأن ولاية شمال كردفان تعاني من نقص حاد في الغذاء، مما يستوجب التدخل العاجل من إدارة المخزون الاستراتيجي الإتحادي، لتوفير حوالي مليون ونصف جوال ذرة كمرحلة أولى، لسد الفجوة الغذائية، لتوفير الغذاء للطلاب، والمواطنون بالريف لمنع النزوح للمدن وبالذات لمدنية الأبيض، التي أصبحت تعاني جدا من وجود النازحين من ولايات الصراع القبلي، و اللاجئين من دولة جنوب السودان، وأوضح السعيد أن الحصر الابتدائي حتى الآن تجاوز الأربعين ألفا، من لاجئي ونازح، وجميعهم يحتاجون للغذاء وبقية الخدمات، ولأنهم أصبحوا جزءا من المجتمع، لعدم وجود معسكرات لهم سوى كان بمحلية ام روابة أو الرهد ابودكنة أو الأبيض..
وذكر مكي هؤلاء لهم طلاب في سن التمدرس، والمراحل الأخرى، ومن حقهم الدستوري أن يتعلموا، وقطعا استيعابهم يتطلب توفير غذاء لهم في ظل وجود الفجوة الكبيرة التي تواجه طلاب المدارس بالولاية، لذلك نحن جلسنا مع الوالي السابق محمد عبدالكريم وخاطبنا المفوض العام بأن الوضع بولاية شمال كردفان يحتاج لتدخل عاجل لمكافحة سد الفجوة الغذائية الحادة التي سوف تواجهها الولاية، في ظل ارتفاع أسعار الذرة بالأسواق، وانعدامه من أيدي المنتجين الريفيين، ولقد احطنا الوالي الحالي السيد فضل الله محمد علي التوم بالوضع الراهن ..
وعن تدهور وجبة الطلاب الولاية المقدمة من برنامج الغذاء العالمي بعد إعلانه عن موقفه المالي الحرج قال السعيد، نحن ما نعلمه أن برنامج الغذاء العالمي يقدم تغذية لعدد كبير من تلاميذ وطلاب الولاية، ونتمنى أن لا يتعثر في ذلك ، لكن نحن بشمال كردفان لقد انتجنا مبادرة مجتمعية بتوطين التغذية المدرسية بالولاية كمشروع وطني لمكافحة الجوع، ودعم التعليم بارجاع الداخليات بامتداد مشروع ابوحبل قطاع محلية ام روابة في مساحة (50) الف فدان كمرحلة أولى، وممكن يحدث توسع يتجاوز ثلاثمائة ألف فدان، وكل ذلك استعدادا لانسحاب البرنامج من التغذية المدرسية بالسودان ، أو اذا واجهته اي ظروف طارئة لم تمكنه من القيام بدوره..
وأضاف مكي نحن حقيقة نريد مساعدة برنامج الغذاء العالمي وشركاءه الدوليين في تمكيننا من إدارة مواردنا الزراعية، بدلا عن الاعتماد على المنح المستمرة ..
وأضاف مكي بأن مشروع الولاية الخاص بتوطين التغذية المدرسية يعتبر من المشاريع التنموية والاستراتيجية في التنمية الريفية، ومكافحة الجوع ومنع الأمراض الناجمة منه ، كمرض التغزم، وضعف التفكير والبصر، وأضاف : الآن لقد تمت المسوحات بنسبة(100%) وكثير من الجهات الحكومية منتظرة نتائج الدراسة الإقتصادية، لتحديد مساهمتها فيه ليتم التنفيذ كأول مشروع وطني ينتجه المجتمع المحلي لشعوره بأهمية التعليم وتنمية الموارد و كافحة الجوع ..
وفي ذات السياق أعلن وزير الشئون الإجتماعية الإتحادي أحمد آدم بخيت، تبنه لدعم وجبه طلاب ولاية شمال كردفان، وكذلك دعم دراسات وتنفيذ مشروع مبادرة التغذية المدرسية ليغطي تلاميذ الأساس، وطلاب المتوسطة والثانوي، وطلاب التعليم العالي أيضا…
كما كشف امين أمانة ديوان الزكاة الإتحادي توفير دعم مالي لطلاب شمال كردفان منعا لتفشي الجوع وسطهم، في ظل النقص الحاد في الغذاء، وانتشار حالة الفقر المدقع وسط المجتمع الكردفاني ..
من جهته أكد وزير المالية الاتحادي الدكتور جبريل ابراهيم في تصريحات صحفية تبنى وزارته لتنفيذ مشروع التغذية المدرسية بشمال كردفان في ميزانية العام(2022) لسد الفجوة الغذائية، ومكافحة الجوع وسط الطلاب والسكان الريفيين، وأكد جبريل على أهمية تطوير الموارد الذاتية بإنتاج مبادرات تخدم المجتمع السوداني