تقسيم السودان إلى عدة دول بيد البعثة الأممية ومن يعاونها من السودانيين
لم يكن تعين الإلماني بيرتس
فوكلر رئيس بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان (يونيتامس) سوي إعادة للسيناريوهات التي حدثت في العراق بالكربون لانه اول ما وصل الي السودان طفق يتحدث عن عرض تقدمت به الأمم المتحدة للمؤسسات العسكرية في الخرطوم وشركاء السلام لمساعدتها في توحيد وإصلاح القوات المسلحة السودانية والمؤسسات الأمنية الأخرى
كما تحدث بيرتس خلال لقاء جمعه مع منظمة أسر شهداء ديسمبر أن وجود أكثر من جيش في البلاد يهدد إستقرارها قبل أن يعود ويعترف بحساسية تناول تلك القضية باعتبارها تمس السيادة الوطنية وأكد أن لا مصلحة للمجتمع الدولي في إضعاف القوات المسلحة السودانية
التجربة العراقية
لكن قصة انه لا يود اضعاف الجيش والقوات الأمنية مجرد مسح الدهن في العتاقي فولكر بيرتس تحدث مراراً عن أن الاستقرار في السودان لن يتحقق في ظل ثلاثة جيوش وهو ذاته حديث ينطوي علي النخر فى أركان الدولة وهي من أهم المهمات التي انجزها بول بريمر في العراق ونجح فيها ايما نجاح مما قاد الي إسقاط الدولة فتفكيك الجيش أو بحد أدنى تقليصه حجماً ودوراً وحصاره والتشكيك فى ولائه وجدواه
وقد يكون من المناسب اليوم التذكير بالتجربة العراقية فى هذا المجال وذلك عندما قرر بول بريمر أخطر رجال الاحتلال الأمريكى للعراق تأثيراً فى تطور الأحداث أن يسرح الجيش العراقى فى مايو٢٠٠٣م) مبرراً ذلك بأن ذلك الجيش هو الذى مكَّن صدام حسين من قمع الشيعة والأكراد وغزو الكويت وتهديد إسرائيل وهذه ذات الاسطوانة التي يكررها بيرتس فوكلر مع اختلاف في أسماء الأحداث قال بريمر فى مذكراته (فى اللقاءات الأولى مع قادة الأكراد أكدوا أنهم لا يؤيدون ولن يقبلوا أى صيغة تعيد تشكيل وتسليح وحدات الجيش العراقى الذى خدم تحت قيادة صدام حسين) وفوكلر يقول بأن الثوار السودانيين لن يقبلوا بجيش ظل يقتل شعبه
وبريمر يقول (أن شيعة العراق عارضوا الكيان العسكرى وطالبوا بهدم الجيش وقال كان الشعور المعادى للجيش لدى الشيعة أكبر وأعنف فقد تحدثوا عن المذابح التى قام بها الجيش العراقى ضدهم بعد حرب الخليج التى تبعها تمرد شيعى بتشجيع أمريكى وأعرب الكثير من الشيعة عن ضيقهم بالولايات المتحدة التى لم تنقذهم من رد فعل الجيش ضدهم
كيان قائم
ومن الواضح أن بريمر لم يستطع أو بشكل أدق قرر ألا يميز بين النظام العراقى والجيش بمعنى آخر بين النظام الذى سقط والدولة التى كان ينبغى ألا تسقط فالجيش كان كيانا قائما تأسس عام (١٩٢١م) قبل وصول صدام للحكم سنة (١٩٦٨م) وقد دأب أعداء صدام على تسمية الجيش العراقى بجيش صدام كنوع من الحرب الإعلامية المضادة لتسفيه الرجل والجيش معا وهذا ما يحدث بالكربون في الحالة السودانية فنغمة جيش البشير مرتفعة من حلاقيم من ذات النفوس التي مكنت بريمر من تدمير الجيش العراقي
لا يمكن إلقاء تبعة قرار بريمر علي الجهل الأمريكى فهذا القرار كانت له آثاره المدمرة على مجرى الأحداث فيما بعد فقد أدى تسريح الجيش إلى زيادة حالة الفوضى والسلب والنهب التى سادت عقب تسريح الجيش وخروجه من المعركة مما فتح الباب تماماً للأمريكيين لاحتلال البلاد. تسريح الجيش فجر حالة الغضب لدى الشعب العراقى فيما بعد عندما أدرك أبعاد وحجم المؤامرة التى زينت له بأنها الخلاص وأحد سبل الخلاص هو تسريح جيش صدام.
هذا الوضع أدركه ساسة العراق فيما بعد تسريح الجيش العراقى كان طعنا فى الكرامة الوطنية وهو الأمر الذى بدا منعكسا مثلا فى الحملة الانتخابية لإياد علاوى رئيس الوزراء العراقى الأسبق عندما جعل شعار حملته الانتخابية فى ديسمبر (٢٠٠٥م) إعادة كرامة الجيش العراقى الذى وصفه علاوى بأنه (ركن ركين فى تاريخ الأمة العراقية) وقال مخاطباً عدداً من ضباط الجيش العراقى فى ذلك الوقت (إنكم تدركون قبل غيركم الدور الذى لعبه هذا الجيش فى تاريخ بلادنا وقال إن الجيش هو صمام أمن البلاد وركيزتها والهلب الذى يرسى ينتها وعامل التوحيد الذى يربط أجزاء وشتات البلاد فهو يضم الشيعة والسنة والمسيحيين والتركمان والأكراد والعرب).
انتقادات عنيفة
فعملية شيطنة الجيش السوداني تمهيداً لضربه جعلت رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان يشن إنتقادات عنيفة في أعقاب الصراع على استثمارات وشركات مملوكة للجيش لكنها خارج ولاية وزارة المالية
حيث أكد البرهان أن البون شاسع بين العسكر والمدنيين الحاكمين في ذلك الوقت فقال هناك جهات تعمل على إحداث قطيعة وجفوة بين القوات المسلحة ومكونات الشعب السوداني وتعليق إخفاقاتها الاقتصادية على شماعة شركات واستثمارات القوات المسلحة من خلال ترويجها لبعض الأكاذيب حول هذه الشركات واستحواذها على مفاصل الاقتصاد وتابع هناك محاولات حثيثة من البعض لتشويه سمعة القوات المسلحة وشيطنة الدعم السريع ومحاولة الفتنة بينهما كما تحدث عن حملات منظمة تسعى لتفكيك الجيش ومؤسساته وشركاته الاقتصادية لتفتيت البلاد واذا رجعنا الي ما قام به بريمر في العراق فإننا نجد ذات الخطوات
نواصل