حتى لا يخدعونك، استفهامات في بريد الشباب الواعي العاقل ؟!
إن شباب الأمة بما يحملونه من طاقات متفجرة هم مصدر قوة الأمة ورفعتها -بإذن الله- ، وإذا أرادت الأمة أن تلحق بركب الحضارة والتقدم فعليها أن تهتم بشريحة الشباب وأن تنشِّئهم على العقيدة الصحيحة والاخلاق والقيم النبيلة، وإذا أراد الأعداء النَّيل من أمةٍ ما فإنهم يستهدفون شبابها ويغزونهم فكرياً وثقافياً .. كما هو الحاصل في بلادنا فقد وقع التغرير بالشباب وحصلت المخادعة لهم من قِبل أحزاب اليسار؛ ولذلك كتبت هذه الكلمات أضع فيها استفهامات في بريد الشباب لعلها تهدي الحيارى وتفك الأسارى من ربقة التعلق بأعدائها أدعياء الحرية والمدنية الزاهرة -زعموا-.. فإليكم باختصار بعضاً من هذه التساؤلات:
١/ لماذا يركز دعاة الحرية والمدنية على فئة الشباب مع أن مفهوم الحرية عندهم والتمتع بها مطلوب لجميع طبقات المجتمع أم أن المقصود هدم أساس الوطن وبنيانه بقتل شبابه وتعريضهم للخطر وإفسادهم بالأفكار الدخيلة والهدامة ؟!
٢/ لماذا ينكر دعاة الحرية والمدنية على غيرهم المتاجرة بالدين بينما نجدهم يمارسون نفس التجارة فيطلقون على من مات في المظاهرات شهيداً ويستعطفون الناس بذلك !!
٣/ لماذا لا نرى قيادات العلمانيين والشيوعيين قتلى في التظاهرات مع أنها عندهم شهادة ؟!
٤/ لماذا يزرع دعاة الحرية الفتنة والكراهية بين الشباب والمنظومة الأمنية؛ فإن قالوا أنها عقبة في طريق الحرية قلنا ذلك: الأحزاب التي وضعتم أيديكم معها لهي أكبر عقبة في طريق الحرية المزعومة ؟!
٥/ ما هو المبدأ والأساس في تكوين الدولة المدنية ؟ أهو إرضاء الأحزاب التي سيطرت على عقول الشباب أم أن هنالك قيماً وأسساً واضحة المعالم ظاهرة الصلاح والإصلاح ؟!
٦/ لماذا يُربط مبدأ الحرية وقيام الدولة المدنية في شخصيات معينة معلومة الفكر والتوجه معدودة بالأصابع وكأن المدنية لا تأتي إلا عن طريق هؤلاء فإن رحلوا وتخلفوا تخلفت المدنية والازدهار ؟!
٧/ وماذا يربط دعاة الحرية المزعومة قيام الدولة المدنية بالفكر العلماني الليبرالي؛ ما الدليل على هذا الربط وما المقصود منه ؟!
٨/ لماذا يعطي دعاة الحرية والمدنية لأنفسهم الصبغة الشرعية الكاملة وأما غيرهم فهو المجرم الفاسد الخائن ؟!
٩/ لماذا يصر دعاة الحرية على أن ما يحصل منهم هو الحق والصواب وإن رُؤِي بأم العين أنه الخطأ والفساد، وما يحصل من غيرهم باطل وفساد وإن كان هو الخير والصلاح ؟!
١٠/ لماذا لو حصل الاتفاق بين دعاة المدنية المزعومة مع الشق العسكري كانت هذه هي المدنية المنشودة ولو كان وقتئذ الحظ الأوفر للشق العسكري ؟؛ وان حصل الاختلاف أو رُفض بغض دعاتهم وزعمائهم ضاعت المدنية فكأن المدنية عندهم مقيدة بزيّ معين أو أشخاص محدّدين، ويوضحه:
١١/ إن حصلت الأغراض الحزبية والمصالح الشخصية رفع دعاة الحرية شعار الدولة المدنية ولو كان الناتج عن ذلك سفك دماء الشباب ووقوع الغلاء والضنك على كاهل الشعب ؟!
١٢/ لماذا لم نرَ الاحصاءات المريرة والنتائج الفاشلة طيلة الفترة التي ترأسها العلمانيون وكانت عبئاً ثقيلاً على الشعب السوداني ؟!
١٣/ لماذا يرفض دعاة الحرية والديمقراطية المزعومة ملتهم ومبادئهم إذا دُعوا الى الانتخابات ولو كانت تحت رعاية أسيادهم من الغربيين ؟!
١٤/ لماذا يُصر دعاة الحرية من السياسيين على رفض أي تدخل للدين في أمور السياسة بينما أعطوا لأنفسهم حق التدخل الآثم في أمور الدين والاعتراض عليه بكل جراءة ؟!
هذه تساؤلات نريد من شبابنا أن يتأملوها بمقتضى عقولهم لا بمقتضى عواطفهم حتى يدركوا حجم المؤامرة الكبيرة والمكيدة العظيمة التي تحيط بشباب السودان وأهله، فإلى الله المشتكى وهو المستعان وعليه التكلان.
كتبه: حسن عطا الله الحسن