حمدوك وميناوي والصندوق الحاوي
فعلا تحول السودان الى أسير محبوس في صندوق من الأحداث والأخبار الاعلامية والخطيرة أحيانا، وفي أحيانا أخرى غريبة، فيحوي الصندوق الاعلامي هذا على كل ما يهم المواطن من اخبار، ولعل من اخرها كلام حمدوك عن ميناوي أو العكس أو كلاهما.
يبدو ان الجميع بدأ يجمع على أن ميناوي لم يف بجميع تعهداته بما يخص بالعملية السياسية وعملية الاتفاق في السودان، وخصوصا طبعا جزء اتفاقيات جويا الشهيرة، فهو يعني بحسب الاتفاق أصبح والياً لكن لم تشهد فترة ولايته اي نشاط كبير له او ايجابيات كنتائج على ارض الواقع.
ميناوي مازال أسير للماضي ويفكر كما لو أن السودان مازال في سنوات الحرب الماضية وكأن عهد البشير المخلوع لم ينتهي بعد، رغم ان الكل يعلم ان البشير لم يعد في السلطة منذ العام 2019 حيث ثورة الكرامة والأمور الجديدة الجيدة حصلت وتم استبعاده للبشر.
المهم بالعودة الى ميناوي، الذي يُقال وبحسب شهود عيان واناس يعلمونه حق العلم ويعرفونه حق المعرفة انه ينتمي إلى فئة الأشخاص الذين يفكرون في مبادئ العدالة الاجتماعية والمساواة والسلام، والتي لا يمكن، حسب فهمه، تحقيقها في ظل الظروف الحالية.
نعم لا شكب يعني ان الأمور فعلا صعبة وتتدرج تدحرجاً سريعا نحو الهاوية وحافة النسيان في الغموض والضيعان في الزمان والمكان، ويبدو أن التنفيذ الفعلي لاتفاقيات جوبا لا يحل بأي حال من الأحوال الغايات والأهداف التي حددها نص الوثيقة.