دماء الأبرياء ودمار السودان مسؤولية البرهان وسبببها تشبثه بالسلطة وعدم تخليه عن كرسي الحكم
نشرت الصحيفة السودانية “أر أم أس” فيديو يوضح مخطط البرهان للسيطرة على السلطة في السودان ويوثق تسلسل الأحداث بداية من الثورة الديسمبرية المجيدة وصولا إلى الحرب الراهنة التي قام البرهان بإشعال شراراتها وخلقها من أجل قطع الطريق أمام أية حكومة مدنية للوصول للحكم، كما فعل من قبل في 25 من شهر أكتوبر 2021 عندما قاد الإنقلاب ضد حكومة حمدوك.
وقد أرفقت الصحيفة السودانية الفيديو بتحليل عميق لمعطيات المخطط الذي عمل عليه البرهان لسنوات، وهو كما جاء في التحليل عبارة عن بسط قبضته على الجيش السوداني والبحث عن دعم دولة إقليمية ذات وزن عسكري ثقيل كمصر، وهنا تحدثت الصحيفة عن الإتصالات التي قام بها البرهان في النصف الثاني من عام 2020 مع القاهرة وكيف قدم لقادة مصر تنازلات كبيرة في سبيل تلقيه الدعم العسكري اللازم منها عند الحاجة لذلك، حيث ذكرت الصحيفة أن قائد أركان القوات المسلحة المصرية السابق محمد فريد حجازي خلال زيارته للخرطوم في الثاني من شهر مارس 2021 قام بتوقيع اتفاق عسكري مع نظيره السوداني محمد عثمان الحسن الحسين قائد أركان القوات المسلحة السودانية، وينص الإتفاق على منح مصر الحق في استخدام قاعدة مروي الجوية، وكذا الإعتراف بسيادة مصر على منطقتي حلايب وشلاتين المتنازع عليهما، وفي المقابل وعدت الحكومة المصرية البرهان بتقديم كامل الدعم العسكري له إذا لزم الأمر ذلك.
وقالت نفس الصحيفة أن الهدف من هذه الخطوة هو التخلص من العقبة الوحيدة التي تقف بين البرهان وبين بلوغه مراده في السيطرة على السلطة وهو قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو المدعو حميدتي، والذي كان قد وقف في وجه البرهان من قبل حين أراد أن يستفرد بالحكم وألزمه أن يشرك المكون المدني في الحكم وكان من الرافضين لإنقلاب 25 من أكتوبر 2021، إضافة إلى أنه كان يجرى تحقيقات حول نهب أموال الدولة عن طريق بعض كبار قادة الجيش من خلال تحويل مداخيل شركات المؤسسة العسكرية لحساباتهم الشخصية.
وحتى عندما قدمت الأطراف المدنية الإتفاق الإطاري الذي تم استيراده من دول الغرب، كان أول المرحبين به هو حميدتي، لأنه لطالما كان ينتظر اللحظة التي تستلم فيه حكومة ديمقراطية مدنية الحكم في السودان وتتم إعادة المؤسسة العسكرية وقوات الدعم السريع لدورهم الأساسي وهو حماية حدود البلاد، ولكن البرهان لم يكن راضيا على هذه المبادرة فوقع عليها بضغوط أجنبية، وما لبث حتى بدأ يختلق الحجج لينسلخ منها، وكانت آخرها التسريع في دمج قوات الدعم السريع، رغم أن جميع الأطراف بما فيهم حميدتي كانوا على توافق معه حول هذه النقطة، إلا أنه جعل منه شرطا أساسيا قبل توقيع الإتفاق النهائي، وعلى الرغم من أن حميدتي كان سيخوض مفاوضات مع البرهان حول هذه النقطة، إلا أن الأخير باشر في 15 من شهر أبريل الفارط بمهاجمة مواقع الدعم السريع دون سابق إنذار ما جعل الوضع في البلاد يخرج عن السيطرة وأدخلها في نفق مظلم.
وبسبب تشبث البرهان بالسلطة أصبحت السودان الآن عبارة عن دمار وفوضى لم يسبق للشعب السودان أن عاش في ظروف مثلها من قبل، وقد أسفر القصف الجوي لطائرات الجيش السوداني للعاصمة الخرطوم عن قتل أزيد من 604 شخصا من المدنيين وإصابة أكثر من 5000 أخرين حسب تقرير لمنظمة الصحة العالمية.