رئيس المخابرات المصرية يزور الأراضي الفلسطينية
شرع رئيس جهاز المخابرات المصرية اللواء عباس كامل، الذي يشرف جهازه على الوساطة في الملفات الفلسطينية، بزيارة تشمل الضفة الغربية وقطاع غزة وتل أبيب.
وستكون هذه الزيارة استباقية لزيارة يقوم بها وفدان رفيعان من حركتي فتح وحماس إلى القاهرة، بعد أن وجهت مصر دعوة للطرفين للحضور لبحث الملفات المهمة، وهما أولا التهدئة وتطويرها وإعادة إعمار غزة، وبحث ملف المصالحة، وتحريكه من جديد، بعد أن أصابه الشلل عقب الخلافات التي ظهرت مؤخرا، نتيجة قرار الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في نهايات شهر أبريل الماضي، تأجيل عقد الانتخابات البرلمانية.
وفي الضفة وغزة، جرت الترتيبات اللازمة لاستقبال رئيس المخابرات اللواء عباس كامل، الذي دفع خلال الفترة الماضية بكبار ضباط الجهاز المخابرات المصرية لعقد اجتماعات مع مسؤولين فلسطينيين في رام الله وغزة وكذلك في تل أبيب، لبحث التهدئة وإعادة الإعمار في غزة، كان آخرها يوم السبت، حين حضر الوفد الأمني المصري من جديد إلى غزة، وذلك للمرة الرابعة منذ التوصل إلى اتفاق التهدئة الأخير.
وقال حسين الشيخ، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، إن زيارة اللواء كامل لرام الله، تركز على التشاور حول آخر المستجدات بعد العدوان الأخير، وبحث ملف القدس، وإعمار غزة، والحوار الوطني الفلسطيني.وحسب المعلومات المتوفرة، فإن الوفد ناقش هذه المرة في غزة، جدول زيارة اللواء عباس كامل، الذي من المقرر أن يزور غزة للمرة الأولى، للقاء قيادة حركة حماس، التي ستطلعه على وجهة نظر الحركة حيال الملفات المطروحة للنقاش، ومن المتحمل أن يخصص جزءا منها للقاء الفصائل الفلسطينية، من أجل تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار.وبموازاة ذلك، شرع وزير الخارجية الإسرائيلي غابي أشكنازي، اليوم بزيارة للقاهرة لإجراء محادثات حول الشأن الفلسطيني الإسرائيلي، من خلال لقائه بنظيره المصري سامح شكري، وهي أول زيارة لوزير خارجية إسرائيلي للقاهرة منذ 13 عاما.
وستعطي زيارة اللواء كامل تطمينات لقيادة حركة حماس والفصائل الفلسطينية في غزة، حيال ملف التهدئة ومستقبل عملية إعادة الإعمار في ظل التحركات المصرية الأخيرة، التي تمثلت في إرسال قوافل مساعدات لغزة، علاوة على تحركات القاهرة لحشد الدعم اللازم لإنجاز عملية الإعمار، خاصة وأن اللواء كامل سيطّلع عن قرب على الآثار التي خلفها العدوان.وستشمل زيارة اللواء كامل أيضا مدينة رام الله، حيث سيعقد اجتماعا مع الرئيس محمود عباس وكبار مساعديه، وستركز أيضا لقاءاته على ملف إعادة إعمار غزة، كون السلطة الفلسطينية تمثل الجهة الرسمية التي يتم التعامل معها في هذا الملف.
ومن المقرر أيضا أن تشمل الزيارة لقاءات تعقد مع مسؤولي مؤسسات الأمن الإسرائيلية، التي لها علاقة بملف غزة والتهدئة، حيث يدور الحديث في هذا الوقت عن مخطط مصري لإبرام “تهدئة طويلة الأمد” تشمل علاوة على ملف إعمار غزة، عدة بنود أخرى، مثل إنهاء الحصار، وتسهيل قوافل الإغاثة والمشاريع الإنسانية، وكذلك البدء بجولة جدية للتفاوض حول صفقة تبادل أسرى جديدة.
وقد كُشف النقاب مؤخرا، أن إسرائيل ربطت التقدم في ملف إعادة إعمار غزة، بإحراز تقدم في قضية صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس.