شبح انقلاب عسكري فى تركيا بعد تهديد ضباط متقاعدون للحكومة بسبب قناة إسطنبول
خيم شبح انقلاب عسكري فى تركيا بعد تهديد ضباط متقاعدون للحكومة بسبب قناة إسطنبول والمضائق البحرية وعاشت شهدت تركيا ليلة ساخنة مع إصدار 103 أميرال بحري متقاعد، بياناً رفضوا فيه عزم الحكومة تنفيذ مشروع قناة اسطنبول المائية التي تصل البحر الأسود ببحر مرمرة بشكل موازٍ لمضيق البوسفور، وتناول اتفاقيات دولية معنية بالمضائق البحرية.
بيان الضباط المتقاعدون:
وتضمن البيان تهديداً وإدانة للمساعي الحكومية، على اعتبار أنها تخرج بالقوات المسلحة والقوات البحرية عن قيمها وعن الخط الذي رسمه مصطفى كمال أتاتورك مؤسس الجمهورية، وحمل البيان تاريخ اليوم الأحد، واستدعى ردود فعل كبيرة من أركان الحكومة وحزب العدالة والتنمية الحاكم.
وأضاف البيان: “إن المضائق البحرية التركية تعتبر أهم المعابر المائية في العالم، وأديرت باتفاقيات دولية متعددة الأطراف سابقاً، ومن نتيجة الاتفاقيات اتفاقية مونترو التي تحمي حقوق الشعب التركي بأفضل شكل، من خلال السيطرة التركية على المضائق بشكل كامل واتفاقية لوزان (1923 اتفاقية الصلح) تكمل هذا النصر الدبلوماسي، وشكّلت الاتفاقية البحر الأسود بحراً للسلام للدول المطلة عليه”.
وأوضح بيان الضباط الذي عده البعض شبح انقلاب عسكري أن “اتفاقية مونترو تمنع تركيا في حال نشوب أي حرب أن تكون مع أحد أطراف الحرب، ما وفر لتركيا حق الحياد في الحرب العالمية الثانية، ولكل ما سبق فإنه يجب الابتعاد عن نقاش اتفاقية مونترو أو تناوله بشكل قطعي”.
وسرد البيان عدم ارتياح الموقعين عليه من “مناقشات تغيير الدستور، حيث أن الجيش يرفض تغيير الدستور، ولا يمكن تناول مسألة كتابة دستور جديد، بل على العكس فإن شعار الجيش هو ضرورة استمرار العمل بالدستور دون تغيير، ولكل ما سبق فإن البلاد خرجت من قيم الجيش والقوات البحرية، والخط العصري الذي رسمه أتاتورك، وهو أمر مدان ونقف ضده، وعلى العكس من ذلك فإن مسألة بقاء تركيا ستتعرض للمخاطر وعبر أمثلة واضحة في التاريخ”، وحمل البيان أسماء الموقعين.
رد حزب العدالة والتنمية:
وعلى الفور ردت الحكومة وقيادات من حزب العدالة والتنمية الحاكم على البيان، حيث أفاد رئيس دائرة الاتصالات في رئاسة الجمهورية، فخر الدين ألتون عبر تويتر: “الشعب أظهر للصديق والعدو في 15 يوليو/تموز من عام 2016، كيف داس على الانقلابيين، أعرفوا حدودكم”.
وأضاف: “تداعى عدد من المتقاعدين على إصدار بيان أثار حماس الطابور الخامس فوراً، اجلسوا مكانكم، تركيا القديمة التي تتحدثون عنها باتت في الماضي، تركيا دولة قانون فمن أنتم، وبأي حق تشيرون بأصابعكم لإرادة الشعب الشرعية، تركيا دولة قانون لا تنسوا ذلك، ولن تستطيع قوى الوصاية من التسبب بأي ضرر للديمقراطية”.
من ناحيته، قال رئيس البرلمان التركي مصطفى شنطوب عبر تويتر: “أنتج عدد من المتقاعدين الذين لم يظهروا أبداً في كفاح البلاد مع الأعداء في الجبهات داخل البلاد وخارجها، أجندة من عندهم ليعملوا على سمسرة الفوضى في البلاد، الشعب البطل دفن كل الانقلابيين في التراب في 15 يوليو/تموز، فالتعبير عن الرأي يختلف عن الدعوة للانقلاب وإعداد البيانات”.
وقال نائب أردوغان في الحزب نعمان قورطولموش: “يسعى محبو تركيا القديمة ونظام الوصاية عبر بيان مزعوم بإعطاء دروس للشعب في السياسة، ولكن تلك العهود ولت، اعرفوا حدودكم، واعلموا أن الشعب حمى إرادته الشعبية ودولته وديمقراطيته بعد أن دفع بدل ذلك”.
وترفض المعارضة التركية تنفيذ الحكومة مشروع قناة إسطنبول المائية، كما ترفضها الدول الكبرى في العالم، حيث ترى الحكومة أن القناة توفر سيادة للبلاد، وتدر أموالاً على تركيا في الوقت الذي تعتبر فيه المضائق حالياً معابر مائية دولية مفتوحة، ويحق لتركيا إغلاقها في وقت الحرب فقط.