ضياع دولتنا بما كسبت ايدي الناس
لابد لنا جميعا من نزع الغبن السياسي و القبلي خشية الاقصاء و الحرمان من حرية العمل السياسي و النشاط الفكري و المشاركة في بناء الدوله و اقتسام السلطة و الثروة و الذي يتحول بدوره إلى طاقه سلبيه قلقه و تعد نفسها و مواردها لصراع خفي يفتح الآفاق للتشرزم السياسي و القبلي و الطائفي و الوقوع في خيانة الوطن علما او جهلا فيصبح الاستبداد الفكري مهلك لمواردنا خاصة عندما يكون الاستقطاب السياسي الداخلي تحت تأثير التمويل الخارجي الذي يشعل و يلهب الصراع و ان كان الاقتتال لتدمير مقدرات الدولة و المجتمع القيمية و هويته و دونكم الواقع الان الذي ينذز بشر مستطر يحاك له في مقبل الايام.
لذا بنو وطني جميعا و بمختلف ايدلوجياتنا الفكريه و انتماءتنا السياسيه لابد من اعلاء قيمة الوطن و المواطنه التي هي الدستور الضمني غير المكتوب او المعلن و ان يتجسد فينا قولا و عملا حتى يكون ملزم لكل منا اعتناقا و تطبيقا و محافظة عليها مثل هويتنا حبا لهم و عملا بهم لتحقيق مصالحنا و تطورنا قبل أن يكون قانونا نرجع إليه.
و نسبة للجوء ساستنا في استخدام تلك القيم سلبيا حتى تخدم سياساتها و أهدافها و التي نجحت في خلق هذا التضارب و تغيب الوعي و الإداراك حيث أصبح الجميع غائبا و تائها عن قيمه و دوره الايجابي في البناء الوطني و التحول الديمقراطي الذي قسم المجتمع الي طوائف عرقيه و سياسية و جزر معزوله تتقاطع أهدافها و تطلعاتها و طموحاتها السياسية هذا ان لم يكن حلم السيطرة على الدولة هو الشاغل الأساسي و ليست تطورها و تطور انسانه.
فأصبح الوطن يعيش صراعا سياسيا قيميا مدمرا و فراغا أخلاقيا كبيرا و تفلتا أمنيا مخيفا اختلفت أسبابه كيف لا وقد أصبحت القيم و الهوية اليوم مجرد اغطية ايدلوجية و مسوخات سياسية تتستر خلفها.
فالسودان اليوم ليست مشكلته او أزمته اختلاف الرؤي السياسية في حكمه او تعدده العرقي او الديني او الثقافي او الاقتتال او حروبه الأهلية و ان اشتدت ضراوتها و ما الحرب الأهلية الرواندية ببعيده عن الاذهان و لكنهم عرفوا معنى قيمهم و هويتهم فارتادوا العلا لدولتهم و سار العالم بهم حديثا و لله درك يا وطن.
هشام الحبوب