عقد مصر والسودان وأثيوبيا اجتماعا سداسيا مفاجئا حول سد النهضة
عادت اجتماعات سد النهضة من جديد برعاية الاتحاد الأفريقي بين مصر والسودان وأثيوبيا، بعد أن وصلت إلى طريق مسدود في جولتها الأخيرة والتي استمرت لأسبوع واحد فقط.
وقد اختلفت فيها الرؤى كما هو معتاد في الجولات السابقة بين الدول الثلاث، ويأتي استئناف التفاوض هذه المرة والظروف المحيطة به غير مبشرة بالمرة، فأثيوبيا التي تعيش صراعا وحرب أهلية بين الحكومة المركزية وإقليم التيجراي والتي خلفت الكثير من الموتى والجرحى والآلاف من اللاجئين، لايمكن لها أن تواصل التفاوض المتوقع في الاتجاه المنتظر، فإذا كانت في السابق تماطل أديس أبابا وتتعنت وهي في حالة من الهدوء والاستقرار، ماذا ينتظر منها في ظل هذه الظروف الصعبة؟.
الاجتماع السداسي
أمس عقد الاجتماع السداسي لسد النهضة بحضور وزراء الري والخارجية من مصر والسودان وأثيوبيا، بدعوة من وزيرة خارجية جنوب أفريقيا لبحث سبل الوصول لآلية لاستئناف المفاوضات بين الدول الثلاث، للتوصل لاتفاق ملء وتشغيل ملزم قانونا.
وكانت قد اختتمت المناقشات التي عقدت الشهر الجاري بعدم توافق الدول الثلاثة حول منهجيه استكمال المفاوضات في المرحلة المقبلة، واتفقت الدول الثلاث على أن ترفع كل منها تقريراً لجنوب إفريقيا بوصفها الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي يشمل مجريات الاجتماعات ورؤيتها حول سُبل تنفيذ مخرجات اجتماعي هيئة مكتب الاتحاد الإفريقي على مستوى القمة اللذين عقدا يومي 26 يونيو و21 يوليو الماضي، واللذين أقرا بأن تقوم الدول الثلاث بإبرام اتفاق قانوني ملزم حول ملء وتشغيل سد النهضة.
وأكدت مصادر معنية بملف مياه النيل بمصر أن المفاوضات الحالية تواجه عدداً من التحديات وعلى رأسها صعوبة الاتفاق على آلية فض النزاعات المنصوص عليها في إعلان المبادئ الموقع بين زعماء الدول فى 2015 والتنسيق الدقيق وتبادل المعلومات بشأن تشغيل السدود المائية في مصر والسودان وأثيوبيا وهو ما قد يؤدي إلى مشاكل فنية كبيرة في ظل غياب آلية مُحكمة وسريعة ومواكبة للتنسيق وتبادل المعلومات بين الجانبين.
وزارة الري السودانية
وزارة الري والموارد المائية السودانية أكدت من جانبها مجددا تمسك الخرطوم بالعملية التفاوضية برعاية الاتحاد الإفريقي، وعدم مواصلة التفاوض وفق المنهج السابق، مطالبة باعتماد دور الخبراء ودفع المفاوضات سياسيًا.
وقالت الوزارة في بيان أصدرته حول الاجتماع الذي عقد بين السودان ومصر وإثيوبيا لبحث سبل استئناف مفاوضات سد النهضة أمس، إنه بالرغم من توضيح السودان لموقفه، إلا أنه وفي مخالفة إجرائية واضحة من رئيسة الاجتماع ووزيرة التعاون الدولي لجنوب إفريقيا، جي باندورا، مضت في الدعوة لمواصلة التفاوض لمدة عشرة أيام مقبلة.
وأضافت الوزارة أن السودان أكد خلال الاجتماع تمسكه بالعملية التفاوضية برعاية الاتحاد الإفريقي كوسيلة للتوصل إلى اتفاق ملزم يرضي جميع الأطرف وفق منهجية جديدة تمنح دورًا أكبر لخبراء الاتحاد الإفريقي؛ لتقريب وجهات النظر بين الدول الثلاث، مشيرة إلى إصرار مصر وإثيوبيا على مواصلة التفاوض بالأساليب المجربة التي وصلت إلى طريق مسدود من قبل.