علي الريح السنهوري في حوار: هذا دور صلاح قوش فى المشهد قبل السقوط وبعد
من الذي رشح حمدوك لرئاسة الوزراء وماهي الظواهر العجيبة؟
هذا افضل حزب مناسب لتولي رئاسة الوزراء الانتقالية؟
اقترحت الاصم لرئاسة الوزراء ومدني نائبا له….
الاصم كان مصرا علي ترشيح حمدوك
هؤلاء قاموا بالثورة قاموا وزهدوا عن قيادتها.!
بالتحليل والقراءة هذا دور صلاح قوش فى المشهد فبل السقوط وفى الفترة الانتقالية
مقدمة
مازال حوارنا مستمرا مع أمين سر حزب البعث العربي الاشتراكي الاستاذ علي الريح السنهوري من يقدم لنا مشكورا افادات عن الراهن السياسي في مرحلة من اصعب المراحل الضاجة بالأحداث السياسية واكثرها ابهاما في كثير من المشاهد وحتي لا تغيب الحقائق في ظل الصراع القائم نستنطقه في تحليل وتفسير كثير من المواقف والاحداث من قلب الحدث .والي الحلقة الخامسة من هذه اللقاءات
حمدوك علي خط الثورة
الاستاذ السنهوي
اندلعت الثورة وحققت استحقاق السقوط للنظام السابق..وفجاة برز نجمه وهو خارج البلاد لقيادة المرحلة الانتقالية فمن رشح حمدوك رئيسا للوزراء لحكومة الثورة وكان من المتوقع ان يشغل المنصب اخر من الداخل؟ او من الثوار الذين تصدروا المشهد انذاك؟؟
قال السنهوري:
هذا السؤال من الصعب الاجابة عليه فقد تردد اسم حمدوك ضمن اسماء اخري..في تلك الفترة كان هناك تشاور حول من يكون رئيس الوزراء الذي منحته الوثيقة الدستورية السلطة الأولى في البلاد ..وانا لم اكن اعرف الدكتور حمدوك. سمعت عنه من اخرين. وكان راي المبدئي ان يكون رئيس الوزراء من الشباب الذين لعبوا دورا مؤثرا في الحراك الشعبي واصبحوا من رموز الانتفاضة .ولذلك عندما بدأ التحرك في هذا الاتجاه كان راينا في حزب البعث هو ان افضل حزب يستطيع ان يقدم مرشح لرئاسة مجلس الوزراء هو الحزب الاتحادي او التجمع الاتحادي باعتباره حزب وسطي ومقبول اجتماعيا وجماهيريا !!
او ان يكون من الشباب الذين لعبوا دورا رئيسيا كما ذكرت..وقد اقترحت ترشيح كل من الدكتور محمد ناجي الأصم والاستاذ مدني عباس مدني..بحيث يكون الاول رئيسا للوزراء والثاني نائبا له
ببد أن الدكتور ناجي كان مصرا علي ترشيح الدكتور حمدوك وقد قابله في اثيوبيا باعتباره الشخص المناسب لهذا الموقع..
وكما ذكرت كان لدي رأي بان يكون المرشح من قوي الثورة وليس من خارجها.وعند ما اعرض دكتور ناجي عن ترشيح نفسه لهذا الموقع طرحت على د. عبدالرحيم عبدالله في دار التجمع الاتحادي ان يقدموا لنا مرشحا منهم نؤازره ونؤيده ونطرحه لكل قوي الحرية والتغيير .
وصار حمدوك بعد فترة من الشد والجذب بين القوي السياسية والاخرين هو المرشح الوحيد………
لامنافس لحمدوك
الم يكن لحمدوك اي منافس اخر علي المنصب في اي مرحلة؟؟
لا.لم يكن له اي منافس اخر…لقد طرحت عدة اسماء ولكن في الاخير كان حمدوك هو الخيار الوحيد..
قلت متسائلا: هل يمكن ان نسمي جهة بعينها كانت وراء هذا الاختيار؟
سنهوري:
لا استطيع ان اقول ان هناك جهة بعينها كانت وراء هذا الاختيار وطبعا بعد ذلك تداولت المجالس والوسائل معلومات بان هناك اجتماعات كثيرة عقدت في اثيوبيا وخارجها قبل الانتفاضة وبعد الانتفاضة حضرتها اطراف متعددة الخ..ولكنني لا استطيع ان اتبني هذه الاطروحات لانه ليس لدي شاهد عليها انما هي أقاويل من اخرين…يمكن ان تاخذها منهم وما اعرفه هو الاجتماعات التي كانت تعقد في أديس وبرلين وباريس وحضرها عدد مقدر من احزاب قوى الاجماع وقاطعها البعثيون وبعض احزاب قوى الاجماع وفضحها الدكتور محمد محجوب وحسب معلوماتي لم يرد فيها اسم الدكتور حمدوك .
العجيب في الامر ان يقوم عدد من الناشطين والقوي السياسية والاجتماعية بالثورة وينأوا بانفسهم عن قيادتها ،عن قيادة البديل لنظام الانقاذ وانا افتكر ان هذا كان خطأ جسيما
كان لابد ان يتقدم الشباب الذين قادوا هذه الثورة لقيادة السلطة الانتقالية ولكن التعهدات التي قطعوها في الاعتصام بالزهد في السلطة كنوع من الطهارة الثورية هو احد اسباب ضعف الانجاز بعد التغيير بل وظهور بعض الانحرافات عن المسيرة عن قيم واهداف انتفاضة ديسمبر ذات الأفق الثوري .
كواليس انقلاب صلاح قوش
قلت للسيد السنهوري:
صلاح قوش مدير الاستخبارات السابق من الاسماء التي لم تغب في ايام الثورة فهل يمكن لنا ان نلم ببعض من تاثيراته علي المشهد في تلك الايام العصيبة والخيط الذي ربطه بكثير من الاحداث؟
ودوره في الثورة؟
السنهوري:من ناحية معلومات.ليس لدي معلومات دقيقة عن دوره ولكن من ناحية تقييم وتحليل مارشح عنه.نستطيع القول انه كان له دور كبير في انقلاب عسكري وليس في الثورة وهذا تبدي في علاقته بالفريق عوض ابن عوف وفي اقناعهما للبشير ان يعين الفريق عوض نائبا له وان يعين حكام عسكريين في الولايات .. والمعلوم ان الفريق قوش عقد مؤتمرا صحفيا سبق خطاب البشير وذكر فيه ما سوف يلقيه البشير في خطابه ويبدو ان المكتب القيادي للمتأسلمين استبق الخطاب وقام بتعديل بعض الفقرات التي اعلن الفريق صلاح قوش عنها وقد كان من الغريب ان يعقد رئيس جهاز الامن مؤتمرا صحافيا بما سوف يتضمنه خطاب رئيس الجمهورية في مساء ذات اليوم
هذه حادثة عجيبة ليس لها مثيل في العمل السياسي وفي مؤسسات الدولة في اي بلد في العالم .
الفقرتين اللتين قام البشير بتعديلهما كانت الاولى تتعلق باستقالته من رئاسة حزب المؤتمر الوطني .
والفقرة الثانية كانت تتعلق بسحب التوصية المقدمةللمجلس الوطني لترشحه لانتخابات 2020 والتي طلب تجميدها بدلا من سحبها …وفي يوم11 ابريل ظهر دور صلاح قوش في التشكيل الجديد ولكن باستبعاد الفريق عوض ابنعوف قام صلاح قوش بتقديم استقالته .. فواضح من هذه المؤشرات بالاضافة الي واقعة اجتماعه مع السيد الامام الراحل الصادق المهدي وطرح قضية مصير النظام ومستقبله الخ واضح انها ايضا كانت تمهيد لاسقاط البشير وفق مخطط انقلابي ، ولكن ارادة الانتفاضة تغلبت علي ارادة الانقلاب في ذلك الحين .. اذ بعد تشكيل المجلس العسكري برئاسة الفريق البرهان ، علي غرار المجلس العسكري برئاسة المرحوم الفريق سوار الذهب بعد انتفاضة مارس ابريل المجيدة في 85 ، كان يفترض ان تكون السلطة بيد المجلس العسكري وتكون الحكومة عند المدنيين اي ان يعمل المدنيون تحت اشراف السلطة العسكرية.
وكان مهمة التفاوض هي انتزاع السلطة من المجلس العسكري واستبداله بمجلس سيادي باغلبية مدنية وتوسيع سلطة مجلس الوزراء بحيث تنحصر مهام المجلس السيادي في اعتماد القوانيين والتوصيات التي ترفع من مجلس الوزراء والمجلس التشريعي والتي ينبغي ان تصدر في شكل مراسيم من رئاسة الدولة.
اذرع قوش
كان بعض الناس يعلقوا علي هذا المجلس الذي سمي بمجلس السيادة بانه هو مجلس تشريفي
او ان سلطاته مثل سلطات ملكة بريطانيا وخلال التفاوض مع المجلس العسكري طرحوا ايضا الظروف المحيطة بالسودان والواقع الامني داخل القطر وان هذا يستدعي ان يلعبوا دورا في هذا الامر وكان مقترحنا ان يمارسوا هذا الدور من خلال مجلس الامن والدفاع الوطني بعضويتهم في هذا المجلس وليس في مجلس السيادة..وكنا نركز علي ان شعب السودان بعد 53 عاما من حكم العسكر لم يعد يطيق وجود المظهر العسكري في صدارة المشهد السياسي ..
هل استسلم صلاح قوش ؟
صلاح قوش نأى بنفسه وخرج من السودان وكانت هناك معلومات عند بعض مراكز السلطة ان صلاح قوش يعمل علي تقويض السلطة الانتقالية والانقلاب عليها بالذات في السنة الأولى من الفترة الانتقالية وحادثة معسكر العمليات واتهام قوش بانه كان المحرض لهذا التحرك في المعسكر. فهناك شبهات حول دور صلاح قوش واتهامات غير رسميه بأنه يعقد اجتماعات في القاهرة مع بعض الاطراف والشخصيات السودانية للتخطيط لوأد الانتقال ، ومن المؤكد ان لقوش اذرعه داخل جهاز الامن ولا يخلو من عناصر تكون مدسوسة في الاجهزة العسكرية الجيش والدعم السريع وجهاز الدولة وقوى الرأسمالية وغيرها اما المعلومات الدقيقة فهي لا تتوفر لنا نحن لكنها قد تتوفر للاجهزة الامنية و استخبارات القوات المسلحة والدعم السريع خلاصة القول ان رئيس جهاز الامن الفريق قوش كان له بالتاكيد دور وبرز هذا الدور في بداية المراحل الاولى للتغيير ولكن تحديد هذا الدور والمعلومات عنه غير متوفرة لدينا وهذا مجرد تحليل للظواهر او انطباعات اثناء وجودنا في الاعتقال لكنها ليس معلومات دقيقة…
الدخول الي القصر الجمهوري
السيد السنهوري.
خلال 30 عاما الماضية لم تدخلوا الي ردهات القصر الجمهوري وبعد ثورة ديسمبر اتيح لكم الدخول الي رواقه الفخيم.فماذا كان الاحساس في تلك اللحظات؟
قال وهو مبتسما…في اول يوم لدخولي القصر مع وفد التفاوض شاهدت كمية العربات التي بالقصر وانواعها الفخيمة فقلت لرفاقي في وفد التفاوض.ما اظن الناس ديل يسلمونا السلطة بسهولة؟؟؟:
ونحن لم نكن في القصر قبل الانتفاضة ولم يكن لنا شعور معين ولكننا كنا نلح في النأي بالمفاوضات عن القصر وتحويلها الي قاعة الصداقة بعيدا عن القصر ومظاهر السلطة التي تجعل الطرف الاخر اكثر تمسكا وتفردا بالسلطة
اضاءة اخيرة
وهكذا كانت نهاية هذه الحلقة والبوح الشفيف لم ينته بعد علي امل ان نلتقي في الحلقة القادمة التي في طياتها الكثير المثير..والي اللقاء..