فولكر يحدد تشكيل حكومة السودان
في مثل هذا اليوم قبل شهر 21 فبراير، فيما كان يتساجل رئيس المجلس السيادي عبد الفتاح البرهان ونائبه محمد حمدان دقلو حول قضية دمج الدعم السريع في الجيش، أعلن فولكر للشعب عن موعد تشكيل الحكومة، وقال بالنص الموثق تشكيل الحكومة سيكون قبل رمضان).. وبما أنه بـ الخميس هو الأول من رمضان، فإن التشكيل الحكومي يجب أن يكون اليوم أو غداً، حسب موعد فولكر..!! بعد غد وكما تعلمون فإن من ثوابت أهل السودان إذا أراد أحدهم تأكيد التزامه بالمواعيد فإنه يتباهى قائلاً : (مواعيدي مواعيد خواجات). ولكن يبدو أن الخواجة فولكر سيهز ثقة أهل السودان في (مواعيد الخواجات)، هذا ما لم يكن في الخواجة فولكر ( عرق سوداني) ولذلك لم يلتزم بتشكيل الحكومة قبل رمضان كما وعد.. ولو كان فولكر حراً في تشكيل الحكومة – قبل أو بعد رمضان لذكرناه بأن وعد الحر دينا عليه ، ولكنه ليس حرا نعم، فولكر ليس حراً في تشكيل الحكومة كما يشاء ولا كيفما يشاء ولا وقتما يشاء، أو كما يتوهم الذين يحيطون به كالحجل بالرجل ليستقوا به بمظان أنه القوي القادر على كل شيء، وهذا ظن خاطئ ومجرد (وهم).. تشكيل الحكومة شأن سوداني، ويجب أن تسبقه إجراءات يعلمها فولكر وأحزابه المسماة بالمجلس المركزي لقوى الحرية، ومن أهم الإجراءات اكتمال العملية السياسية بالتوقيع على الإعلان السياسي ..!!:: فالإعلان السياسي (جاهز) منذ شهر ومتفق عليه بين المجلس المركزي والكتلة الديمقراطية، ولا ينقصه غير التوقيع، ليصبح نواة لمشروع الدستور الانتقالي ، ولكن العقبة هي اختيار الأطراف الموقعة عليه ومعيار الاختيار.. كان يجب أن تتم معايير اختيار القوى الموقعة على الإعلان السياسي بمعايير سياسية عادلة ولكن الشاهد أن المجلس المركزي – أحزاب فولكر الثلاثة – يسعى إلى لعب دور السيد) على كل القوى، بما فيها قوى الكتلة الديمقراطية..!!:: فالمجلس المركزي، والذي أصبح ائتلاف قوى الإطاري، لم يعد يمثل قوى الثورة)، لأن أحزاب النظام البائد – بقيادة المؤتمر الشعبي شخصيا تكاد تكون هي الأكثر في هذا التحالف السلطوي، أي لا يجمعهم فكر أو مشروع أو برنامج غير السلطة ، وبهذا التحالف السلطوي أصبح الزعم بأن الشرعية الثورية تمنح المجلس المركزي حق السيادة على الأحزاب من أكاذيب النشطاء وأوهام القطيع .. فليتواضعوا على اختيار معايير عادلة لاختيار أطراف العملية السياسية…!!:: والمجلس المركزي الذي يخشى إغراق العملية السياسية لا يعلم بأن توقيع الشعبي وأنصار السنة -وغيرهما من شركاء المؤتمر الوطني – على الاتفاق الإطاري كان أكبر إغراق اللثورة كلها)، وليست فقط للعملية السياسية.. وعليه، ليس أردول ومبارك الفاضل وغيرهم من المغضوب عليهم لأسباب شخصية، بل النشطاء هم الذين أغرقوا الثورة ومراحلها السياسية بالفلول، وكان ذلك في سبيل البحث عن (الكراسي)..!!: وما لم تكتمل العملية السياسية بالتمثيل العادل للقوىالسياسية، وهو التمثيل المتكئ على معايير سياسيةعادلة، فإن المواعيد الزمنية الصادرة عن حلفاء المجلسالمركزي، ومنها موعد تشكيل الحكومة (11) أبريل)، ماهي إلا مواعيد كمواعيد عرقوب وفولكر..!