قحت توشك أن تجيب خبرنا
السكران يصدمه كلب ضخم فيسقط …. و حين ينهض تصدمه عربة فولكسواجن .. و الرجل بعدها يقول للناس : – صدمة الكلب لم تؤذني …. لكن تلك العلبة المربوطة في ذيله هي التي كادت أن تقتلني … و نحن صدمة قحت لم تؤذنا/ كثيراً /لكن العلبة التي جاءت بعد قحت هي التي توشك أن ( تجيب خبرنا ) الآن و الخطر الذي يضربك و أنت تراه ليس خطيراً … الخطير هو الذي يفاجئك تماماً و كل الأخطار الماضية ظلت شيئاً يضربنا و نحن باقون بينما الخطر القادم هو الذي يشطب وجودنا من خريطة العالم … و الخطر الذي يقترب جداً دون أن يشعر به أحد هو إنتخابات تُعد و تدار بأسلوب غريب ينطلق الآن تحت الأرض .. فالآن السوداني يصبح في السودان …. أقلية … و إنتخابات تعني أن مراكز الرقم الوطني في السودان هي محاص المعركة …. لأن من يمتلك وطنياً يصبح مواطناً هو من ينتخب و هو من يترشَّح و السودان الذي هو ثلاثون مليون مواطن يزدحم فيه الآن خمسون أو ستون مليوناً و في الصحراء إن انت غرست عوداً أصبح تلاً مرتفعاً بعد أسبوع و كثيرون جداً من الجنسيات الزاحفة على السودان تغرس لها المخابرات المعروفة أعواداً لتجعل منها أحزاباً و جماعات لها … و لها و نحن ننظر من تحت ركام الأخبار …. و ننظر إلى ما لا يمكن حدوثه إلا في السودان … و ننظر إلى السلطة و هي تستغرب الضربات التي تأتيها من كل مكان السلطة تبقي على مدير إحدى الجامعات ممن جاءت بهم قحت … و الرجل الذي فصل ستين محاضراً لأنهم رفضوا الشيوعية الرجل هذا يطلق الآن مبادرة …. كما يسمِّيها… و يدعو لها أهل الجامعات و السلطة تجد أن هناك إستجابة و السلطة تنسى أن من إستجابوا للدعوة هم الأساتذة الذين إنتهت فترات عقودهم منذ عام و يغرسون و ما زالوا أنياب قحت في عنق الدولة …. الدولة التي تصاب بالدهشة لأن السكين تقطع اللحم … و سهل تماماً أن نسرد الشواهد التي تقول إن السلطة تجلس فوق فراش العقارب ثم يدهشها أن شيئاً يلدغها … أستاذ … كل شيء الآن يقول إن السودان الآن هو حوت السندباد و السندباد يلقي به البحر فوق جزيرة و الرجل و من معه يشرعون في الطبخ و يشعلون النار و في الحال تختفي الجزيرة من تحتهم و يجدون أن الجزيرة لم تكن إلا حوتا كان نائماً نام حتى نبتت الأشجار فوق ظهره و أنهم لما أشعلوا النار أيقظه حر النار فغاص في الأعماق و ما يبدو الآن هو أن السودان هو الحوت النائم و أن السودانيين كلهم سوف يجدون أنفسهم في البحر فجأة و أن الأرض إختفت من تحتهم بعد أن أيقظها حر النار خصوصاً نار الرشاشات و تحياتنا للبرهان العربة التي تصدمنا بعد صدمة الكلب الزمن يصبح شاهداً لا يُرد.
اسحق احمد فضل ✍️