قوش هو مهندس التغيير و قائده الفعلي و عودته في مصلحة لكل الاطراف المحلية
لو أراد قوش البقاء لكلفه ذلك معركة عسكرية يصحبها تدمير كبير للعاصمة (في ظل تخوف بعض الدول من شخصيته القوية و عدم ثقتهم في رضوخه لوصايتهم) كان بلا شك سينتصر فيها بمساعدة مدرعات الجيش لكن البقاء دون موافقة الخارج في ظل انقسام الداخل و اتهام عدد مقدر من الاسلاميبن له بالخيانة دفعه للموافقة على الخروج.
الآن السودان يدار من الخارج تحت وطئة الضغوط الاقتصادية كما يدار اليمن .. ليبيا وضعها أفضل من السودان برغم ما تعانيه من حرب أهلية..لو كنت مكان قيادات قحت التي تفقد سطوتها الآن لصالح تحالف جديد ذو طابع جهوي سيحل بديلا للحاضنة السياسية لطالبت بعودة قوش (ليعيد التوازن) و قوش برغم كونه محسوب على الاسلاميين لكن لولاه لما تم التغيير من الأساس..خصومة قحت مع قوش وراءها تعنت موقف الحزب الشيوعي بقيادة الخطيب فهو المتضرر على مدى عقود من الاعتقالات التي استهدفت قيادات حزبه لذلك هم متشددين في رفض عودة قوش خلاف قيادات شيوعية اخرى سبق أن تم فصلها من الحزب مثل الشفيع و مجموعته..من غير المستغرب أن مناوي و جبريل لا يمانعون من عودة قوش لأن ذلك كفيل بتحقيق الاستقرار الذي يمهد لهم التحول التدريجي إلى حركات جماهيرية قبل الانتخابات و لكبح جماح الاسلاميبن الراغبين في الإطاحة بالحكومة لقدرته على التأثير فيهم ، و لأنهم مدركين أن الحلول الأمنية في ظل التدهور الاقتصادي لا فائدة منها..الإسلاميين من مصلحتهم كذلك عودة قوش لإعادة ترتيب أوراقهم و تنظيم ساحتهم المبعثرة بين التيارات و الاحزاب وفق المستجدات بدون ملاحقة ..البرهان أيضا من مصلحته عودة قوش وفق ضمانات تكفل له الترشح للانتخابات الرئاسية عقب انتهاء الفترة الانتقالية تمكنه من نزع بدلته العسكرية بارتياح (بعد تأمين موقفه من أي مغامرة مفاجاة بسبب تغيير في حسابات الخارج) باعتباره الأوفر حظا و قبولا وسط الفرقاء داخليا و خارجيا ..شخصيا اعتبر ترشيح البرهان أفضل من حكم الشيوعيين أو الحركات ..نختلف مع قوش في نقطة واحدة هي تأييده للتطبيع و هو منطلق في ذلك من نفس توجه البرهان (رفع الحصار و إعادة السودان إلى وضعه السابق قبل الحصار) في النهاية هو رجل عسكري يؤمن بالطرق المختصرة و لا يتوقف كثيرا في محطة الشعارات .. و برغم ذلك لم أجد مقال واحد لكاتب صهيوني يشجع أو يرحب بعودة قوش فهم برغم تعاونه مع المخابرات الأمريكية في ملف الإرهاب متخوفين منه لأنهم يعرفون انه سيفكك شبكاتهم في السودان كما فعل هاكان فيدال في تركيا ..الآن عودة آلاف السودانيبن الذين تلقوا تدريب في إسرائيل في ظل ضعف جهاز المخابرات بعد تخفيض مهامه تحدي كبير للسودان يوجب عودة قوش و الا سمعنا عن تفجيرات و اغتيالات لم نسمع بها من قبل و عدم استقرار السودان و خروج الأمر عن السيطرة بلا شك سوف ينعكس سلبا على مصر و بقية دول الجوار.