لبنان بين ورطة انهيار الوضع الاقتصادي وانفجار المرفأ الكارثي
دعا متظاهرون في لبنان أمس (الأحد) إلى انتفاضة لا تتوقف للإطاحة بزعمائهم السياسيين وسط غضب عام جراء الانفجار المدمر الذي وقع الأسبوع الماضي في بيروت.
وطالب المتظاهرون الحكومة بالاستقالة بسبب ما وصفوه بالإهمال الذي أدى إلى انفجار الثلاثاء. وتحول الغضب إلى مشاهد عنف في وسط بيروت يوم السبت.
وقالت المحامية مايا حبلي وهي تتفقد المرفأ المدمر حيث وقع الانفجار: «يجب على الناس النوم في الشوارع والتظاهر ضد الحكومة إلى أن تسقط».
وطبقاً لـ«رويترز»، كانت احتجاجات أول من أمس (السبت) أكبر تعبير عن الغضب منذ أكتوبر، عندما خرج آلاف الأشخاص إلى الشوارع احتجاجاً على الفساد وسوء الحكم والإدارة.
وتجمع نحو عشرة آلاف شخص في ساحة الشهداء التي تحولت إلى ساحة قتال في المساء بين الشرطة والمحتجين الذين حاولوا إسقاط حاجز على الطريق المؤدي إلى البرلمان.
واقتحم بعض المتظاهرين وزارات حكومية وجمعية مصارف لبنان. وقد تمركز جنود في سيارات مزودة برشاشات قرب ساحة الشهداء أمس (الأحد).
وتحدى المتظاهرون قنابل الغاز المسيل للدموع التي أطلقت عليهم بالعشرات ورشقوا قوات الأمن بالحجارة والمفرقعات مما استدعى نقل بعض أفراد الشرطة إلى سيارات إسعاف للعلاج من الإصابات التي لحقت بهم.
خسائر بالمليارات في لبنان
وتقدّر المصادر الرسمية الخسائر التي تسبب بها الانفجار في مرفأ بيروت بقيمة 15 مليار دولار. وأدى الانفجار إلى مقتل 158 شخصاً وإصابة 6000 وتشريد 300 ألف.
وظهر أن كمية كبيرة من مادة نيترات الأمونيوم كانت موجودة في مستودع المرفأ خلال ستّ سنوات، رغم التحذيرات المتكررة من خطورتها.
وما يزيد الوضع سوءاً أن لبنان يشهد أسوأ أزماته الاقتصادية منذ الحرب الأهلية، مع انقطاع يومي في تيار الكهرباء، ونقص في مياه الشرب وفي ظلّ رعاية طبية محدودة.
وأدّت الأزمة إلى انهيار العملة وإلى فشل لبنان في تسديد ديونه في مارس. وتعثّرت المحادثات مع صندوق النقد الدولي حول الحصول على 10 مليار دولار ضمن خطة إنقاذ.
ومن ناحية أخرى، تعهد مانحون دوليون بتقديم مساعدات للبنان بقيمة ربع مليار يورو بعد الانفجار الذي أتى على مساحة كبيرة من العاصمة بيروت.
وترأس الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قمة المانحين الدوليين التي شارك فيها 15 من قادة الحكومات. وتعهد المشاركون في بيان بمساعدة لبنان عبر “موارد رئيسية”.
وذكر البيان استعداد المانحين المساعدة في معافاة لبنان على المدى الطويل في حال استمعت الحكومة إلى التغييرات التي يطالب بها المواطنون.