لكن لِمَن نصرخ
لِمَن نقول؟
لِمَن نعوي؟
والأسبوع الأسبق نقول/ وبالشهود الشواهد/ إن أفورقي سوف يصنع صداماً بين السودان وإثيوبيا…
وأول الأسبوع هذا قوات إثيوبية تذبح سودانيين سبعة من الجنود…. أسرى… أسرى
( ٢)
وقلنا إن العالم كله المعارضة فيه تقف مع السلطة عند ظهور خطر خارجي…
وقلنا إن قحت ليست جهة سياسية وإنها مقاول باع السودان وإنها بهذا لن تتوقف عن صناعة الخراب
حتى والعدو يذبح الجنود
وإنها بهذا لن تتوقف عما تفعل
وما نقوله يقع
……….
( ٣)
ونَصِف الشعب بالجبن وآخـر ما عند البعض هو الغضب علينا نحن لهذا الوصف
ولعل الوصف خطأ ومطلوب من الغاضبين أن يبحثوا عن كلمة تصف ما يفعله الشعب
شعب إعتاد أن يقعد على صلبه والبلاد تُهدم…
وإعتاد أن يخذل الجيش الذي يحميه
وأن يطلب من الجيش هذا أن يحميه
والشهادة تجعلنا نشهد أن الإسلاميين لما قدَّموا عشرين ألف شهيد ولمّا أطلقوا نصف مليون مقاتل لم يلحق بهم إلا أولاد الرجال وبقايا كرري ودار الهاتف
والإسلاميون( الكيزان) إعتادوا ألا ينتظروا شهادة ممن ظلوا يخذلون الدين والوطن
………..
(٤)
ونقول إن قحت وأحـزاب هنا في السوق الجديد يبيعون الآن البلد
والمعارضة تثبت أنها حتى في الزنا السياسي لا تفلح
فأي زعيم معارض يعرف قليلاً من السياسة كان سوف ينطلق في أيام العدوان هذه ويصرخ في الشعب يستنفره… ويؤجل كل عداء له مع السلطة…
لو فعلها زعيم لأصبح زعيماً لكل الناس في ساعتين…
( ومبارك الفاضل يفعلها لكن بدرجة التيمم )
……… …
(٥)
والبرهان يشكو… ويقول إن( ما يجري في الحدود وفي الداخل شيء واحد)
وقلنا هذا قبل أسبوع…. قبل شهر… قبل عام..
لكن البرهان ما يحققه بهذا هو أنه يؤكد خيبة أمل الناس فيه
ففي أي بلد كان العمل المعارض في ظروف مثل هذه يعني….. الخيانة العظمى
والخيانة العظمى ليست شيئاً مثل أغاني البنات
الخيانة العظمى في أي بلد في الدنيا تعني
الإعتقال صباحاً
والمحاكمة ظهراُ
والدروة عصرا…
لكن البرهان ….. يشكو و له مخاط سائل
والعالم كله ما فيه هو أن الشعور بالخطر على الدولة يعني إعلان الطوارئ
طوارئ حقيقية وليست مثل طوارئ البرهان القطنية
لكن ما يفعله البرهان هو إلغاء الطوارئ
حتى الطوارئ التي كانت شيئاً طفولياً يلغيها البرهان..
……………
(٦)
والبرهان يفعل كل ما يهدم السودان في محاولة لإرضاء جهة معروفة
والجهة تلك لا ترضى و….. ولماذا ترضى وتتوقف ما دامت كلما غمزت البرهان أعطاها خطوة وخطی؟
والأسلوب هذا يبلغ مدى غريباً حين يقوم البرهان بشيء
فالبرهان في نهاية الأسبوع الماضي … وقبل إعدام الجنود السودانيين بيوم… يقوم بإطلاق سراح أسرى إثيوبيين
وإثيوبيا/ ودون مناسبة…. دون مناسبة… دون مناسبة… وبعد إطلاق السودان للأسرى الإثيوبيين بيوم واحد/ إثيوبيا تعدم الأسرى السودانيين لديها
……………
(٧)
و يوم يصبح البرهان حاكماً للسودان ( و ليس وكيلاً لجهات تهدم السودان تحت دعوى هدم الإسلاميين… و كأن هدم الإسلاميين مباح)
ويوم يقوم البرهان بقيادة الشعب والجيش ضد الخيانة
ويوم يكون للبرهان رجالة وكتاب وسيف….
يومها يجد البرهان خلفه سوداناً هو الذي عرفه قرنق لما ظن أن الإسلاميين مجرد أرجوزات في جلابيب قصيرة…
والبرهان إن هو لم يفعل هذا فلن يلومه احد
لن يلومه أحد لأنه لن يبقى هناك من يلوم