محاكمة مدبري انقلاب 2019 كما تحاكم الإنقاذ
ماقبل العام 1989 كان الشعب السوداني ،يمر بأوضاع عصيبة جداً محملة بالأعباء والصعاب، ليس على المستوى المعيشي فقط بل حتى الصراع بين الأحزاب السياسية ، وتدهور العلاقات الخارجية ، وفوضى عارمة في كل الولايات السودانية ، وانتشار الفساد في ارجائها ، فكان لابد من إنقاذ حقيقي للوضع، فرأى العميد عمر حسن البشير ورفاقه من أعضاء مجلس قيادة الثورة ، أن البلاد في وضعية مأسوية تجبر كل وطني غيور أن يرثي لحالها ويسرع لنجدتها وإنقاذها ، فكانت ثورة الإنقاذ في يونيو 1989 ، بمساعدة دكتور حسن الترابي زعيم الجبهه الاسلاميه آنذاك ، وتعيين البشير رئيساً للسودان ، وبعد إعلان خطابة على الشعب استبشر السودان خيراً ، وعمت بشائر الفرح والنصر في عيون الأمة المكلومة وخرجت جماعات غفيرة من أطياف الشعب لمناصرته ، وبعد 30 عام من الرخاء والأمن والاستقرار والانتعاش الاقتصادي ، بالرغم من الحصار الاقتصادي الذي عان منه ، إلا أن الأوضاع كانت أفضل من ذي قبل ، وفي آخر عام 2018 تم رفع الدعم عن المحروقات ، الأمر الذي برره البشير بأنه لمصلحة الشعب ، ولكن ظن الشعب السوداني أنها فترة ستطول ،فثار عليه ، فاتفق ضباطة عليه وقاموا بعزله وإعلان تنحيته على يد عوض بن عوف الذي لبث يوما في الحكم ومن ثم انقلب عليه البرهان وعين نفسه رئيساً للمجلس الإنتقالي ، ولكن من الملاحظ أن انقلاب عمر البشير في 1989ضد الصادق المهدي ، وانقلاب عوض بن عوف في 2019 ، جاءا لإنقاذ الشعب السوداني من تدهور الأوضاع وانقاذه من غلاء المعيشة ، ولكن ما يثير الحيرة والتعجب هو أن مدبري انقلاب 1989 ، تتم محاكمتهم على محاولتهم لإنقاذ البلاد ، بينما لا تتم محاكمة مدبري انقلاب 2019 رغم أن منفذيه حذو نفس حذو البشير وجماعته في انقلابهم.