مصادر تكشف محاولة فائز السراج استدراج روس إلى ليبيا واتهامهم بزعزعة الاستقرار
لا تنحصر المواجهات بين القائد العام للجيش الليبي، اللواء خليفة حفتر، ورئيس حكومة الوفاق فائز السراج ، فقط على النزاع العسكري التقليدي، داخل الأراضي الليبية.
المواجهات بين حفتر و السراج أخذت هذه المرة بُعدا مختلفا، وتجاوز الحدود الدولية، حيث كان مسرحه هذه المرة دولة بيلاروسيا في شرق اوروبا.
خطط ليبية داخل بيلاروسيا
بدأت القصة عندما قامت وكالة الأنباء البيلاروسية الرسمية ” بيلتا ” بنشر خبر مقرون بالفيديو امس الثلاثاء، يفيد النبأ بقيام قوات الأمن البيلاروسية بتنفيذ عملية مداهمة واعتقال على 33 مواطن روسي في أحدى النزول في ضواحي العاصمة مينسيك، بعد الاشتباه بهم .
ونشرت الوكالة بيان يوضح حيثيات الاعتقال، ” احتجز ضباط إنفاذ القانون في بيلاروسيا بالقرب من مينسك 32 مسلحا من الشركة العسكرية الأجنبية الخاصة (فاغنر)، بالإضافة إلى ذلك، تم العثور على شخص آخر واحتجازه في جنوب البلاد”.
وفي الوقت نفسه، وفقًا للوكالة، “تم تلقي معلومات في وقت سابق حول وصول أكثر من 200 مسلح إلى أراضينا لزعزعة استقرار الوضع خلال الحملة الانتخابية”.
إلا أن تداعيات هذا الاعتقال تطورت بصورة كبيرة وتلاحقت أحداثه في الساعات القليلة الماضية، كاشفة خيوط أقرب إلى ” كمين ” عنها عن ” حادثة ” اعتقال، كان الطرف الأساسي فيها حكومة فائز السراج الليبية، ومليشيات السراج.
خبراء أمنيون
إذ كشفت أنباء ان من تم اعتقالهم في بيلاروسيا هم مجموعة مكونة من خبراء وموظفين أمنيين يعملون في شركة ” مار ” للخدمات الأمنية، وأن هذه الشركة أبرمت عقدا مبدئيا مدته عام مع المؤسسة الوطنية للنفط في طرابلس.
وبموجب العقد المبرم بين شركة ” مار ” و المؤسسة الليبية للنفط، تقوم الشركة بتأمين وحماية المنشآت النفطية بما فيها الابار والموانئ والموظفين العاملين في المؤسسة.
ولكن ما لا يكن في الحسبان هو أن هذا العقد كان مجرد خطة مُحكمة من طرف حكومة الوفاق الليبية بزعامة فائز السراج لاستدراج أفراد شركة ” مار ” بمجرد دخولهم للأراضي الليبية عبر تركيا، والقيام باعتقالهم وتصويرهم للرأي العام الدولي بوصفهم عناصر مقاتلة تتبع لشركة ” فاغنر “.
ميليشيا فائز السراج
وان هذه العناصر جاءت بطلب من خليفة حفتر وان هدفها هو ارساء وتوطيد السلطة للواء حفتر، إلا أن ملابسات هذا السناريو تم كشفه وضرب من الداخل الليبي، وبواسطة مصدر مطلع داخل حكومة الوفاق نفسها.
مصدر يكشف الخطة
إذ ذكر المصدر ” الذي فضل حجب اسمه لأسباب أمنية ما يلي بحسب ” الفضائية الليبية ” : ” جرت الاعداد لخطة مُحكمة يتم من خلالها ضرب التوجه الروسي في موقفه من النزاع الليبي، وفي ذات الوقت تحقيق مكاسب دبلوماسية بإثبات ادعاءات تواجد عناصر روسية مخربة داخل ليبيا، وقضت الخطة باستدراج عناصر وخبراء أمنيون ومن ثم اعتقالهم بواسطة ميليشيات فائز السراج “.
الان وقد تكشف جزء كبير من خيوط اللعبة، والايام القليلة المقبلة سوف تكون حافلة بالأحداث ورود الفعل على تبعات هذا الاعتقال، لا سيما وان السلطات الروسية عبر سفيرها في مينسيك طالب بكشف حيثيات الاعتقال.
كما بات الان لدى بيلاروسيا معطيات جديدة بعد ما كشفه المصدر، وأصبح واضح للعيان ربما ما تحاول حكومة فائز السراج الوصول اليه، وهذا ربما تترتب عليه تداعيات في المشهد الليبي.