قال الدكتور خالد عبدالغفار، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، إن الحكومة تعمل منذ بداية أزمة فيروس «كورونا» بشكل مؤسسي في تنسيق كامل بين كل أجهزة الحكومة، وكذلك هناك تنسيق علمي وأكاديمي في إدارة الأزمة.
وأضاف «عبدالغفار» في كلمته خلال افتتاح الرئيس عبدالفتاح السيسي المرحلة الثالثة لمشروع «بشاير الخير 3» بالإسكندرية، الخميس، أن «رئيس الوزراء عندما يصدر بيانًا أسبوعيًا من خلال الاجتماعات يكون الأساس في البيان وإصداره هو علوم البيانات والبحث العلمي في هذا المجال ليس فقط في مصر ولكن على مستوى العالم من خلال تعاوننا مع الكثير من العلماء المصريين في الخارج»، لافتًا إلى أنه تم تسخير كل الإمكانيات سواء من الحكومة أو علماء مصر في الخارج حتى يتم تحليل البيانات، وبالتالي تستطيع الحكومة من خلالها إصدار القرارات«.
وأشار إلى أنه يتم العمل من خلال مجموعة العمل البحثية سواء لتحليل صور الأقمار الصناعية وتحليل كثافات السكان أو لتحليل إعداد البيانات المسجلة من وزارة الصحة يوميًا وتحليلها ووجهة النظر، بالإضافة إلى العمل مع علماء مصريين يقودهم الدكتور هشام العسكري، أستاذ في علوم الأرض والاستشعار عن بعد في جامعة «شاكمان» بالولايات المتحدة ويقود مجموعة عمل كبيرة من الولايات المتحدة بجانب مجموعة عمل داخل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، لافتًا إلى أنه يتم العمل باستخدام تكنولوجيا البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة حتى تتمكن الحكومة من الوصول إلى بعض التحاليل التي تبني عليها الحكومة قراراتها وإدارتها للأزمة خلال المرحلة الحالية والسابقة.
وأضاف أنه «يتم تحليل حركة السكان من خلال الأقمار الصناعية، ويتم قياس نسبة الانبعاثات ورصدها عبر الأقمار الصناعية حتى نتمكن من معرفة الكثافات وتوزيع السكان على مستوى الجمهورية والتزامهم بالقرارات، التي صدرت في مجال الحظر، فضلًا عن رؤية تحليل الواقع للإصابات اليومية، ومن خلال ذلك تتمكن الحكومة من التنبؤ بالمستقبل في الحالات، التي يمكن أن تتنبأ بها معدلات الانتشار، وكذلك قياس النسبة المأوية للتغير النمو اليومي في كل حالة».
وأوضح وزير التعليم العالي أن «كل رقم يتم تحليله بشكل كبير حتى يتم الوصول إلى السؤال الذي يشغل العالم، وهو أين سينتهي هذا الوباء سواء عالميًا أو في مصر؟ وأين سنصل إلى النقطة التي يمكن أن نقول بعدها أن الحالات ستكون في انحسار الوباء، وأن ينتهي هذا الوباء في مصر؟ هذا هو سؤال يمكن أن يكون العالم كله يريد أن يعلم هذه الإجابة، مشيرًا إلى أن»البحث الأول من خلال الأقمار الصناعية على مناطق مصر المختلفة لدراسة انبعاثات ثاني أكسيد النيتروجين كمؤشر للأنشطة الموجودة البشرية على مستوى القطر المصري، وفي هذه الحالة نستطيع أن نرصد تحركات المواطنين على الطرق وعلى أماكن التجمعات السكانية حتى نستطيع من خلال إدارة الأزمة أن يكون هناك رأي في اتخاذ إجراءات تحول دون هذه التجمعات السكانية«.
وأكد «عبدالغفار» أن «الشخص الحامل لفيروس كورونا يستطيع أن ينقل العدوى لثلاث أشخاص، وهناك أمراض مثل الحصبة من الممكن أن حامل المرض أن يعدي 15 فردًا»، مشيرًا إلى أن «هناك بيانات تبنى قراراتها على هذه الأرقام، مشيرًا إلى أنه طمن خلال دراستنا أن متوسط عدد الحالات في مصر هي 1.4، وهناك بعض الدول وصلت إلى 3 أو 4، ولكن الحد الأمثل لعدد الحالات أن يكون رقم واحد بمعنى الشخص المصاب يستطيع ان يصيب أقل من شخص».
وأشار إلى أن «مصر في طريقها إلى الوصول إلى رقم واحد صحيح، ونستطيع النزول عن ذلك، ومع ربطه ببقية مؤشرات أخرى نستطيع أن نقول إننا وصلنا لمرحلة الانحسار، ولا يوجد تسجيل حالات جديدة»، مؤكدًا أن «ما يتم رصده وإصداره من قبل اللجان المختلفة من قبل رئاسة مجلس الوزراء هي مبينة على قواعد علمية وقواعد بيانات يتم تحليلها على مدار اليوم والساعة، والتنبؤ المستقبلي هو التنبؤ بالحالات لمدة أسبوعين أو ثلاثة أسابيع ولذلك عندما يتم التصريح عن الحالات في مصر في تزايد نحن نكون على توقع بذلك قبلها بفترة كبيرة».
وأضاف «عبدالغفار» أن «اليوم وغدًا ستصل حالات الإصابة بفيروس كورونا إلى 15 ألف حالة، وتوقعتنا خلال الفترة القادمة خلال يومي 27 و28 مايو سنصل إلى 20 ألف حالة إذا هناك تحليل للبيانات نستطيع به التنبؤ المستقبلي أن نتوقع بالإعداد»، متابعًا: «رصدنا من 30 مارس إلى 15 أبريل النسبة المئوية لمعدل التغيير لنمو انتشار فيروس كورونا في مصر، وهو من 8 إلى %، وهو رقم كبير، لكن من 15 أبريل إلى 20 مايو، تراوح المعدل اليومي للزيادة من 5 إلى 5.6 %»، مضيفًا أن «هذا يعني لا يوجد قلق من سماع رقم 500 أو رقم 700 أو حتى رقم 900 أو 1000 إصابة، لكن القلق يكون عند رقم 15 أو 20 أو 30 ألف إصابة بالفيروس».
وتابع: «يجب أن يكون لدينا قوة في المنظومة الصحية حتى نستطيع أن نتنبأ بالحالات في المستقبل، مشيرا إلى أن الحكومة تعتمد على مجموعات عمل لاتخاذ القرارات المناسبة لمواجهة كورونا»، مؤكدًا أن «رقم معدل الوفيات مهم جدًا، وهو ما يتم العمل عليه من قبل وزارة الصحة، أو من قبل إدارة الأزمات لأنه رقم صحيح لا يمكن تغييره ولا يمكن تجاهله في التنبؤات»، مشيرًا إلى أن «عدد الحالات المتعافية كثيرة، والمناورة التي نفذتها وزارة الصحة في عزل أو خروج حالات لا تحتاج مستشفيات تم تحويلها إلى مدن جامعية وفنادق ونزل شباب فرق قد ساهم كثير جدا في نسب التعافي؛ حيث وصلت مدة التعافي للمصاب خلال خمسة أيام فقط».
وشدد وزير التعليم العالي على أن «ما يتم رصده من قبل اللجان المختلفة مبنى على قواعد عملية»، مشيرًا إلى أن «الرئيس السيسي يتابع بشكل يومي ودقيق مع اللجان المعنية للاطمئنان على الأرقام بشكل يومي»، متابعًا: «لا تستطيع أن تتعرف أي دولة على كل الحالات وخصوصا إذا كان 80% من الناس المصابين بهذا الفيروس لا يوجد لديهم أي أعراض التي تستدعي دخولهم للمستشفى».
وأشار وزير التعليم العالي والبحث العلمي إلى أن معدل الزيادة اليومية للإصابة بفيروس كورونا 5.5 %، وهو معدل آمن، مبينا في الوقت ذاته أن أعداد الوفيات منذ ظهور الفيروس 680 حالة بنسبة أقل من 4.8% من نسبة الاصابات«، مشيرًا إلى أن»في خط المواجهة الأول لفيروس كورونا هي وزارة الصحة وذلك من خلال توفير 56 ألف سرير و5 آلاف سرير رعاية مركزة و2535 جهاز تنفس صناعي«.
وأضاف أن «المستشفيات الجامعية تمثل خط الدفاع الثاني وذلك من خلال توفير 35 ألف سرير و3981 سرير رعاية مركزة و2702 جهاز تنفس صناعي، لافتا إلى أن تلك الأعداد بدون الإمكانيات الضخمة للقوات المسلحة وكذلك الشرطة والوزارات المختلفة والقطاع الخاص والمجتمع المدني»، مؤكدًا أن «من يراهن على المنظومة الصحية لأي دولة فهو خاطئ، فالمنظومات الصحية في أعظم وأقوى دول العالم انهارت وعلى رأسها الولايات المتحدة»، مشددًا «في الوقت ذاته على ضرورة الرهان على الذات وحماية النفس ومن حولنا».
وأضاف عبدالغفار :«من الممكن أن نتوقع من اليوم أن العدد الأقصى للحالات التي من الممكن أن تصل إليها مصر 40 ألف حالة وبعد ذلك سيتم تسجيل صفر حالات، ونعلن أن مصر أثناء الجائحة قد أصيب بها 40 ألف حالة حد أقصى أو إجمالي».
واختتم كلمته قائلًا: «الحكومة تعمل بشكل علمي وهناك أكاديميين وعلماء يعملوا على التحليل ليس في مصر فقط ولكن على مستوى العالم حتى يكون هناك رؤية واضحة نستطيع ان نخرجها للمجتمع ويتم تنفيذها»، مشيرًا إلى أن «لا يوجد دولة محمية من هذا الفيروس، ولا يوجد دولة عملت منظومة صحية وتم تفصيلها على انها تتحمل، ولنا في دول عظمى امثلة كثيرة، ويكفي اننا نعمل ونجتهد بشكل علمي واكاديمي حتى نصل إلى توقعات وتنبؤات».
المصدر
صحيفة المصري اليوم