مطران القدس في ندوة : نتمنى توحيد البشرية في الدفاع عن حقوق الإنسان
نظم عدد من ممثلي الكنائس في السويد، اليوم الأربعاء، ندوة إلكترونية عبر الزووم Zoom، بعنوان رسالة الكنيسة في ظل الجائحة هي رسالة رجاء في زمن الوباء.
تصريح
قال المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس،خلال مشاركته في الندوة ، بان رسالة القدس كانت وستبقى رسالة رجاء في زمن الوباء ورسالة تأكيد على القيم الإنسانية والاخلاقية النبيلة والتي من واجبنا جميعا ان نتشبث وان ننادي بها.
وأضاف “حنا” في الندوة بان القدس مدينة ايماننا وهي حاضنة كنيسة القيامة والقبر المقدس الذي منه انبلج نور الحياة لكي يبدد ظلمات هذا العالم فهنالك مكانة مركزية للقدس في المسيحية حيث إن مدينتنا هي حاضنة أهم المقدسات المسيحية لا سيما المحطات الاخيرة من حياة السيد المسيح على الأرض
وتابع “حنا”: القدس مدينة لها مكانتها السامية في الديانات التوحيدية الإبراهيمية الثلاث ونحن في الوقت الذي فيه نشدد على اهمية القدس في الايمان والتراث المسيحي فإننا لا ننكر على الإطلاق انها مدينة مقدسة سامية لدى الديانات التوحيدية الاخرى.
وأستطرد “حنا”، بان القدس مدينة لها فرادتها وما تتميز به وهي تختلف عن اية مدينة في هذا العالم بما تحتوية من مقدسات وتاريخ وتراث روحي وإنساني، اننا نرفض ان يستأثر احد بالقدس وان يدعي بأنها له وليست لسواه فالقدس مدينة السلام والمحبة والاخوة الإنسانية ولكن ويا للاسف الشديد فإن واقع القدس مرير في ظل وجود احتلال اقصائي يسعى لبسط هيمنته على القدس وتهميش واضعاف الحضور الفلسطيني العريق والاصيل في هذه المدينة المقدسة.
وأضاف ” حنا ” باننا كمسيحيين لا يمكننا ان نكون متمسكين بقيم الإنجيل المقدس الا ان نكون دعاة حق وعدالة وانحياز للمظلومين، ولا يمكننا ان نكون حياديين امام امتهان الكرامة الإنسانية وامام التعدي على حقوق الإنسان وممارسة العنصرية والكراهية بكافة اشكالها والوانها، لا يمكننا ان نكون حياديين امام مظاهر التطرف والعنصرية التي نراها في أكثر من مكان في عالمنا وهي ظاهرة تتناقض مع قيمنا الإنسانية والاخلاقية النبيلة.
وتابع “حنا” أما في فلسطين الأرض المقدسة فهنالك شعب مظلوم يستحق الحياة ومن واجبنا جميعا كمسيحيين ان ننادي بالعدالة في هذه الأرض المقدسة التي سلبت منها العدالة وغيب عنها السلام، ان مناصرة الشعب الفلسطيني هي واجب إنساني واخلاقي وروحي وكذلك مناصرة كل إنسان مظلوم في هذا العالم يعاني من الاستبداد والقمع والظلم والعنصرية والإرهاب والحروب، نسأله تعالى بأن يكون الانتصار على وباء الكورونا قريبا هذا الفيروس الذي شل العالم بأسره ونتمنى ان تكون حقبة ما بعد الكورونا أكثر عدلا وإنسانية وانحيازا لقضايا العدالة والكرامة الإنسانية، فكما توحد العالم بأسره في مواجهة هذا الوباء نتمنى ان يتوحد العالم بعدئذ في مواجهة كافة الاوبئة الموجودة في عالمنا لا سيما اوبئة الكراهية والعنصرية والتمييز والعنف والحروب وغيرها من المظاهر التي يجب ان نرفضها وان نتصدى لها.
نتمنى ان تكون حقبة ما بعد الكورونا حقبة تحقيق للعدالة في ارضنا المقدسة وان تصحو الضمائر من كبوتها فشعبنا الفلسطيني الذي قدم هذا الكم الهائل من التضحيات وصبر وتألم وتعذب لسنين طويلة يحق له ان ينعم بالسلام والامن والاستقلال في وطنه.