مع عرمان وحديث عن مستقبل الحركة!
بكري المدني
زهاء ثلاث ساعات قضيتها أمس مع الأستاذ ياسر عرمان بمكتبه بالحركة الشعبية رفقة الزميلة الأستاذة مشاعر عثمان رئيس تحربر صحيفة (اول النهار )والشاب الوثاب هاشم صلاتو
ثلاث ساعات واصلت فيها ما انقطع من حديث مع عرمان قبل أسابيع قريبة ونحن نقطع ذات الطريق لمكتبه بدار الحركة وثمة حدث ما كان كان يحوم فوق الأفق !
التقينا إذا للحديث مجددا بعد الحدث الكبير وقد عاد ياسر عرمان أكثر هدوءا وسعة ربما بسبب تحرره من تكاليف منصب المستشار ومضاغطات العمل اليومي
ما انتبهت إليه وجميعنا يغادر دار الحركة الشعبية شمال عند المساء ان غالب الحديث القديم و الجديد كان يدور حول الحركة الإسلامية ماضيها وحاضرها ومستقبلها وليس عن الحركة الشعبية التى نحن في دارها وبين رجالها!
جميعنا يعلم حد اليقين ان الحركة الإسلامية رقم يصعب تجاوزه وان من الأفضل لكل السودانيين ان تخرج هذه الحركة للنور وان تعمل على سطح الأرض
يقيني ان ثمة مراجعات كبيرة جرت وتجرى ما بين السجن والمنفى وما بين الخرطوم واستنطبول للوقوف على الماضي والعمل للحاضر
هنالك صعوبة كبيرة فى اجتثاث الحركة الإسلامية من جذورها كما يتوهم البعض وأقرب توصيف لتأثيرها على الناس ما كتبه الناشط بوشي ودكوثر (الإسلاميين هاديين في اي سوداني )و (الهد)منح لون إضافي للون الأصلي بعد الغسيل !
بهذا الهد أو (الهددان)كما يقول البعض فإن الإسلاميين موجوديين بكثافة في المؤسسات العامة وفي المؤسسات النظامية وفي الأحياء والأسواق والجامعات و (الجوامع)
ان محاولات هدم الحركة الإسلامية كانت ولا زلت تعني هدم كل هذا التأثير والوجود الحقيقي بين كل خطوة وأخرى وبين كل مبنى والثاني وهو عمل مستحيل
ان الحركة الإسلامية عند كثير من السودانيين مزاج وفطرة أكثر من كونها فكرة وتجدها على مدرجات الملاعب بالتهليل والتكبير وفي معزوفات استقبال المسؤوليين الجدد للسلطة الإنتقالية وفى زلة لسان صغيرة لقائد (قحتي) كبير !
من مصلحة الجميع إذا ان تصعد الحركة الإسلامية للسطح وتعمل في الضوء – تنقد تجربتها أمام الجميع فيفيد الكل من المراجعات والملاحظات
هي غائبة أو مغيبة اليوم ولكن الكل مشغول بها أكثر من التركيز على ورقه المحمول بين يديه وكان الكثير ولا يزالون يحسوون بروحها تحوم فوقهم في القصر الجمهوري وداخل مجلس الوزراء وبالقيادة العامة للقوات وفي كل المؤسسات فيكونون في توتر واضطراب دائم!
يعرف الكل انها موجودة في مكان ما من المكان وفي عيون صغار الموظفين وبين جوانح الرتب الوسيطة وداخل جيوب كبار التجار ولها فصيل ممتد من المهنيين خارج او داخل (التجمعيين)!
يستحيل إذا اجتثاث الحركة الإسلامية كما البعث في العراق أو الإخوان في مصر فهي في السودان شيخ طريقة وناظر قبيلة وموظف ومعلم وطالب وضابط بالخدمة أو المعاش !
لتخرج إذا بكتابة عهد للالتزام الديمقراطي في الحاضر وللمستقبل وقبول المحاسبة على الماضي وتقديم قيادات جديدة تواكب شكل التغيير فلا تستفز برموز الأمس شباب اليوم