هبلة ومسكوها طبلة !
صوتهم عالي لكنهم قلة ، لهم حلقوم إلكتروني جهور و مؤثر ، يتحدثون عمن فقدوا في المواكب قتلي ، ومن يقتل منهم او غير منهم ينتهي عزاوه بعد دفنه بالمقابر ، همهم إظهار الحدث في حينه لكن بعده ينسونه ، حتي الذين يصابون منهم يتابعونه أولا في المستشفي في إنتظار أن يرتقي وإن لم يرتق لا يسألون عنه مرة أخري وتظل أسرته تتحمل معاناة علاجه وعندما يلجاؤن الي أصحاب الحلاقيم العراض لايجدونهم كان الأرض قد ابتلعتهم وليتها ، حتي الذين اصيبوا صاروا بسبب الإصابة معاقين قبل وبعد اعتصام القيادة اعطوهم ظهورهم إلي أن التزم المكون العسكري بعلاجهم وفعل
من منهم في السجن يسمي معتقل سياسي ومن هؤلاء الذين سجنوهم يسمونهم الفاسدون ، ينعتون سجناءهم بالانقياء الاتقياء الشرفاء حيث لا نقاء لهم ولا شرف ولاتقوي ، قامت الدنيا الخارجية وقعدت في شأنهم في محاولة للافراج عنهم كما فعلوا بعيد قرارات الخامس والعشرين من أكتوبر وقبض عليهم مرة ثانية ، الآن بدا الصوت الخارجي في الخفوت تجاههم ولعلهم عرفوا ما حدث ! وماذا فعلوا ؟ ، بعد ان كانت السفارات مفتوحة لهم الآن بداءت تؤصد أبوابها إلا القليل ، انكشف وضعهم تماما وظهرت عورتهم من يراها يلتفت سريعا قبل أن يرتد إليه طرفه
ذاقوا من طعم الزقوم الذي اسقوه لغيرهم وظنوا أنهم يستلذون بالعسل و ظنوا أنهم خالدين فيها ابدا ، اشاروا الي من يتبعونهم في الأجهزة العدلية انذاك باتخاذ اسلوب الجرجرة في سبيل أن يمكث رموز النظام البائد عدة سنين وعدة أشهر بلا تهم وبلا تقديمهم للمحاكم ، إلا بعد أن ازيل الستار من مسرحهم العبثي وانتهت المسرحية الهزيلة ، انطبق الان عليهم المثل ( التسوي كريت بتلقاهو ) !
جسم واحد كالهبلة التي تمسك بالطبلة كل يوم يخرج ألوان مواكب تتغير الألوان و الأشكال لكن (القوم هم القوم كأنهم قريش)، صبية صغار ادخلوهم في عجينهم الفاسد ، يدسون لهم السم في الدسم ، هولاء الصبية لايعرفون شيئا عن السياسة لكن تجدهم محرشين ومخرشين و تارة أمهات واباء لكن يحركهم نفس الزول…. ونفس الجهة
هبلة ومسكوها طبلة كانت حالة شكل الحكم الذي اتي بعد الثورة المسروقة ، لا انجاز لهم غير الخراب والدقة (المشاترة) والرقصة الغريبة خارج الحلبة ، اي شييء في هذه البلاد تدمر ويحتاج إلي سنوات للتعديل والإصلاح كلما تمر بمرفق خدمي تتحسر علي حالته الراهنة وتتاسف عليه كيف كان؟ وكيف وصل؟ حاله الآن ، أسوأ حقبة سياسية كتبها التاريخ بصفحات داكنة في صحيفة هذه البلاد ، الان يحاولون الرجوع واستعادة مجدهم القميء القديم ولكن هيهات لهم …
فليعلم الساسة…. من يَظلم يُظلم و من تجبر وتكبر علي شعبه تدور الدائرة عليه ولو احتمي بالالة العسكرية و القبضة الحديدية وحتما يسقط ، ومن يظل يكذب ويداهن علي شعبه ينكشف يوما كما انكشف الذين ازيحوا ، ومن يسقي أخيه شرابا طيبا يناله منه مضاعفا أو من غيره وإن سقاه مرا يتجرعه منه او من غيره ، الحكم إن طال لا يخلد ، فلاتجعلوا بلادنا حقل تجارب سياسية وتوافقوا جميعا وكونوا علي قلب رجل واحد همكم هذا الوطن وشعبه وكفانا…. حكم (الهبلة المسكوها طبلة) !.
ياسر الفادني