هل المظاهرات الحالية ضَرب من أنواع الحرية المزعومة؟!
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله ﷺ
وبعد:
إن المتابع للتطورات السياسية في هذه البلاد يجد أن البعض رأى أن التظاهرات هي الحل الوحيد لمعالجة القضية السياسية، وقد سبق أن رفعوا في هذه التظاهرات شعار: “الحرية والسلام والعدالة”، فأردت في ضوء هذا المقال أن أبين للقارئ الكريم أن هذه المظاهرات بصورتها الحالية تتنافى مع ما رفعه أصحابها من شعارات الحرية والسلام والعدالة وسنثبت ذلك -إن شاء الله- بالأدلة العقلية والصور الواقعية:
أولاً: ما ينتج عن هذه التظاهرات من إغلاق للشوارع وتتريس الطرقات مما يتسبب في تعطيل مصالح الناس وإفساد معاشهم وقطع أرزاقهم – لا سيما أصحاب الأعمال اليومية – يتنافى مع ما رفعوه من شعار الحرية والسلام والعدالة.
ثانياً: ما ينتج عنها من تخريب للممتلكات وإضرار بالمرافق العامة دونما رصد ومسائلة لمن قام بالتخريب والإفساد يتنافى أيضا مع الشعارات المرفوعة.
ثالثاً: فرض التظاهر على بقية الشعب السوداني ممن لم يرتضِ مبدأ التظاهر ورأى أن الحل ومصلحة الوطن ليست في التظاهرات.
رابعاً: بل وفوق ذلك: إلصاق التهم بغير المتظاهرين وتخوينهم ووصفهم بأنهم غير وطنيين وربما رموهم بالكوزنة !!
خامساً: الإظهار والترويج للعامة وعبر وسائل الاعلام أن ما يراه المتظاهرين هو رأي الأغلبيّة مع أنهم لا يمثلوا إلا فئة قليلة من الشعب.
سادساً: وهي أكبر من سابقتها: أن المتظاهرين يتحدثون باسم جميع الشعب السوداني بمختلف مكوناته وأطيافه وتوجهاته !! مع أن هناك فئة عريضة تخالفهم في الرأي.
سابعاً: فيها تعطيل للحياة المعيشية وإضعاف للناحية الاقتصادية لا سيما وبلادنا تشهد حروباً اقتصادية طاحنة وظروف معيشية صعبة.
ثامناً: هذه التظاهرات بصورتها الحالية فيها فتح الباب بمصراعيه للفوضى والخراب والتدخل الأجنبي السافر.
تاسعاً: بث الرعب في نفوس الآمنين جراء المظاهرات فيه سلب عظيم لحرية الاطمئنان.
عاشراً: إيقاع الشحناء والفرقة بين أبناء البلد الواحد، وخير مثال لذلك الفجوة التي أحدثوها بين المؤسسات الحكومية وبين المواطنين وذلك من خلال الشعارات التي رفعوها بتجريم مؤسسات الدولة !!..
حادي عشر: التلاعب بالمظاهرين ومخادعتهم بإرجاع حقوقهم المسلوبة وفي حقيقة الأمر لا يريد دعاة التظاهرات الا مآرب حزبية وحظوظاً شخصية
ثاني عشر: إظهار الدعاوى على أنها حقائق ثابتة فمثلاً إذا رفع المتظاهر دعوى ما – وهي قد تكون دعوى حقيقية وقد تكون متوهمة- فيأتي ويرفعها ويظهرها على أنها حقيقة ثابتة لا تقبل الجدال ولا النقاش، وهذا لا شك سلب وكبت لحرية الناس.
ثالث عشر: ومع هذا يأبى المتظاهرون أن يشاطرهم غيرهم أو يشاركهم في فكرتهم وإن كانت خاطئة مدمرة وهذا دليل واضح على أنهم أول من منع الحرية باسم الحرية !!
رابع عشر: نقول للمتظاهرين: لماذا تكون الملصقات والشعارات المرفوعة حكراً على فئة معينة أو حزب معين ؟!
خامس عشر: بل دعك من الشعارات واللافتات التي تم احتكارها على حزب معين، فنقول للمتظاهرين: هل مواعيد المواكب والمسيرات وأوقاتها وأماكن تجمعات المتظاهرين وطريقة تحركهم وآلية تنظيمهم قد أخذوا فيه رأي جميع المتظاهرين ؟! أم أنه فرض عليهم؟ فأين الحرية إذن ؟!
سادس عشر: والسؤال الكبير: هل رصد دعاة التظاهرات الأضرار الناشئة عنها وقارنوا بينها وبين الأضرار والمفاسد التي بنى عليها الآخرون منعهم لها. أم أنه المبدأ الفرعوني: “ما أريكم إلا ما رأى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد”
سابع عشر: وفي الختام نقول للعقلاء: هل أمور السياسة العامة وقضايا الإصلاح الوطني تتم بهذه الطريقة الفوضوية الهمجية القمعية على شاكلة إما أن تفعلوا لنا أو سنفعل وندمّر ونعطل أعمالكم ونفرق شملكم ..
وعلى العموم هذه إشارات حسية واستدلالات عقلية وصور واقعية تبين فساد التظاهرات وأضرارها الجسيمة وذلك لمخالفتها ما دلت عليه العقول السليمة والفطر القويمة وأما مخالفتها للشرع فهو أشهر من أن يذكر ولعلنا نكتب فيه مقالا نسرد فيه الأدلة الشرعية والآثار المرعية وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
✍🏻 كتبه: حسن عطا