هل يعتبر انسحاب الجيش من جنوب كردفان ودارفور تمهيدًا للإنفصال؟
الأوضاع في دارفور أصبحت كارثية والتدهور في الأوضاع يتسارع بوتيرة خطيرة، مئات القتلى والجرحى والمهجرين وظروف حياتية صعبة لا تستطيع أي جهة حتى اللحظة تحديد وتقدير مدى الخسائر وما يحصل بالتحديد في هذه المنطقة، ويتبادل بطبيعة الحال طرفي الصراع في السودان الإتهامات وسط غياب تام لكل مقومات الحياة الأساسية.
اللافت للإنتباه هو غياب القوات المسلحة بشكل تام عن مسرح الأحداث، حيث تتهم القيادة العليا للجيش بأن قوات الدعم السريع هي من تقوم بهذه الجرائم في المنطقة، ولكنها مع ذلك لا تقوم بالدفاع عن المواطنين هناك، بغض النظر عن حقيقة ارتكاب الدعم السريع جرائم من عدمها، فالبعض يتهم بعض الأطراف المدعومة من الإستخبارات العسكرية بإدارة الفوضى هناك بهدف تحقيق بعض المكاسب السياسية والعسكرية، ونشرت قوات الدعم السريع بيانًا رسمية بهذا الصدد واتهمت القوات المسلحة بشكل مباشر بدعم الإقتتال القبلي وتأجيج الصراعات في دارفور.
وكان والي غرب دارفور الذي قتل قبل عدة أيام بطريقة بشعة قد لمح الى عدم قيام القوات المسلحة بواجبها في حماية المواطنين بالولاية، حيث أكد أن الجيش يتواجد على بعد عدة كيلومترات لكنه لا يشارك في الدفاع عن المواطنين، حيث تتواجد القوات المسلحة في حي “اردمتا” على بعد 5 كيلومترات شرقي مدينة الجنينة.
وفي جنوب كردفان لا يختلف الأمر كثيرًا، حيث قامت الحركة الشعبية لتحرير السودان- شمال تحت قيادة عبد العزيز الحلو بالهجوم على أربعة مواقع عسكرية تابعة للقوات المسلحة في ولاية جنوب كردفان وسيطرت عليها، ولم تقم القوات المسلحة بالدفاع عن مواقعها واستسلمت دون أي قتال يذكر حسب روايات بعض شهود العيان.
يعتبر البعض أن ما يحدث في السودان مشابه لما كان في زمن عمر البشير، حيث عادت المشاهد الدامية الى الواجهة في غياب تام للقوات المسلحة هذه المرة بعد أن خرجت من هذه المدن طواعية.