وزير الري والموارد السوداني التعنت لا يخدم القضية الاساسية بسأن سد النهضة
ملفُ شائك شكل نقطة اهتمام المجمتع الدولي والإقليمي لنحو عقدٍ من الزمان وما يزال، إنه سد النهضة الذي يثير مخاوف لدى مصر والسودان تنفيها إثيوبيا.
ومع تصاعد وتيرة الخلاف بين الدول الثلاث مصر، السودان، وإثيوبيا على خلفية إعلان أديس أبابا بدء إنتاج الكهرباء من سد النهضة، أجرت “العين الإخبارية” مقابلة مع وزير الري المكلف بالخرطوم ضوالبيت عبدالرحمن، للتعرف على أطروحات بلاده بشأن الملف ومساعي استئناف المفاوضات المتوقفة لأكثر من عام وموقفها من التحركات الجديدة.
وشدد الوزير السوداني أن بلاده تؤمن بأن الحوار يبقى السمة الأساسية لملف سد النهضة ودونه لن تراوح الأزمة مكانه، حسب وصفه.
وقال إن استفادة الدول الثلاث من سد النهضة وعدم تضررها يتحقق عبر التوافق، ولكن التحركات الأحادية ستقود إلى نتائج سلبية
وأضاف ضوالبيت أن “السودان وضع بدائل لمواجهة أي موقف مهما كان نوعه وحجمه بشأن سد النهضة، ومستعد لكل التداعيات “
وتوقع الوزير السوداني استئناف مفاوضات سد النهضة تحت رعاية الاتحاد الأفريقي الذي ترأس دورته الحالية دولة السنغال.
والمفاوضات المرتبطة بسد النهضة متوقفة رسميا منذ أبريل/نيسان الماضي بعد فشل مصر والسودان (دولتي المصب) وإثيوبيا (دولة المنبع) في التوصل لتفاهمات قبل بدء الملء الثاني للسد، والذي نفذته إثيوبيا بالفعل.
وترفض القاهرة والخرطوم إصرار إثيوبيا على ملء السد قبل التوصل لاتفاق ملزم حول الملء والتشغيل، فيما تقلل أديس أبابا من مخاوف الخرطوم والقاهرة، وتتعهد بمراعاة هواجس دولتي المصب، كما تأمل أن “يلبي السد حاجة البلاد من الكهرباء”
– نحن ندعو إثيوبيا لأن تسعى إلى تحقيق توافق بين الدول الثلاث لا يحرمها من تحقيق أهدافها المعلنة من إقامة سد النهضة.
– في الواقع، ليس هنالك تنسيق مشترك بين الدول الثلاث “السودان، مصر، إثيوبيا” بشأن ملف سد النهضة، لكن كل بلد يتحرك حسب ما يراه مفيداً لتحقيق أهدافه.
أما فيما يتعلق باستئناف وبدء المفاوضات ليست بيد أي من الأطراف الثلاثة، لكن من المتوقع أن تأتي المبادرة من الاتحاد الأفريقي الذي ترأسه حالياً دولة السنغال.
– هذا ما تصرح به إثيوبيا دوما، ولكن لتأكيد مصداقيتها لابد أن يتبع ذلك بيان بالعمل مثل الدخول في المفاوضات بغرض تسهيل الوصول لاتفاق مرضٍ بين الأطراف الثلاثة.
أما التعنت لا يخدم القضية الأساسية وهي الوصول لاتفاق شامل بين الدول الثلاث حول ملء وتشغيل سد النهضة، على نحو ما أقره إعلان المبادئ.
– لم يقل اتفاق إعلان المبادئ بأن تقوم إثيوبيا منفردة بملء وتشغيل سد النهضة وتغييب كامل للأطراف الأخرى، خاصة السودان يقع عليه التأثير المباشر سلباً أو إيجابا بحكم موقعه وموقع منشآته المائية.
– هذا يعتمد على الكيفية التي يتم بها إدارة السد، هل حسب اتفاق أم أحادي دون ضوابط، لكل له آثاره الخاصة.
– بالطبع، أي مشروع بهذا الحجم له آثاره البيئية والاجتماعية المختلفة ولابد من تحديدها ومعرفتها لوضع المعالجات اللازمة لها.
– هذا الأمر أيضاً يعتمد على الآلية التي تحكم عمليات ملء وتشغيل سد النهضة حسب اتفاق يغطي بنود مختلفة وشواغل السودان.
– يمكن الاستفادة من كهرباء السد في حالة التوافق وتحقيق مبدأ تبادل المنافع والتعاون المشترك دون التسبب في ضرر على الآخرين.
– بالضرورة أن تكون للسودان بدائل لمجابهة أي موقف أيا كان نوعه وحجمه.