مع سيطرة حركة طالبان، الأحد، على ثلاث مدن كبيرة في أفغانستان، خصوصا مدينة قندوز الاستراتيجية في الشمال، أصبحت الحركة قادرة على التأثير في مستقبل أفغستان.وتكتسب مدينة قندوز أهمية كبيرة، فالسيطرة عليها تعني أن حركة طالبان ستتجه إلى ثلاث طرق بشكل حتمي، ولكل منها تأثيراته الداخلية والخارجية الهائلة.والأول أن تنوجه شرقا نحو “ممر واخان” المجاوز للصين، أو غربا لمحاولة السيطرة على مدينة “مزار شريف”، أو جنوبا نحو العاصمة كابل، وهي كلها خيارات للسيطرة على مناطق أفغانية ذات حساسية خاصة، داخليا وإقليميا، ستغير كل واحدة منها كامل المشهد والمستقبل الجيوسياسي لأفغانستان.
وشرقا، تقلق الصين كثيرا بشأن “ممر واخان”ـ حيث تقع مقاطعة بدخشان الأفغانية قبالة إقليم شينجيانغ الصيني، الذي فيه الأغلبية الأويغورية المسلمة.ورغم أن الممر الحدودي لا يزيد عن مسافة 90 كيلومترا، إلا أن وعورته الجغرافية تُجبر الصين على الخشية من سيطرة طالبان عليه، وتأثير ذلك في زيادة وتيرة العنف وتسرب العنف والحركات المتطرفة إلى داخل أراضيها.وتسعى بكين منذ فترة لأن تخلق من أفغانستان ممرا آمنا لمشاريعها الاستراتيجية “طريق الحرير”، إذ تشكل أفغانستان ممرا إجباريا للصين نحو الدول الإسلامية في غرب آسيا، هذا لو رغبت في تجاوز الهند، منافستها الإقليمية.ولا يبدو أن حركة طالبان ستكون قادرة على إقناع الصين بحيادها تجاه المسائل التي تقلقها في العمق الآسيوي، لذلك فإن سيطر تها على “ممر واخان” ربما تدفع بالصين إلى تمتين تعاونها مع روسيا للسيطرة الأمنية، على شمال أفغانستان