سوريا.. خلافات تحرم آلاف السكان من المياه الشرب في الحسكة
تشهد مناطق الحسكة وريفها شرقي سوريا انقطاعا مستمرا في مياه الشرب لليوم العشرين على التوالي، الأمر الذي خلق أزمة كبيرة لدى سكان هذه المناطق والذين يقدر عددهم بحوالي 500 ألف نسمة.
ويأتي هذا الانقطاع نتيجة لتوقف محطة (علوك) لضخ المياه المتواجدة في مدينة رأس العين الخاضعة لسيطرة فصائل الجيش الوطني السوري.
وتتهم “قوات سوريا الديمقراطية” فصائل الجيش الوطني باستغلال الكهرباء التي تقوم بتوريدها لمحطة ضخ المياه في (علوك) وبيعها إلى المستثمرين والفلاحين المحليين، مما شكل عبئا كبيرا على شبكة الكهرباء، على حد تعبيرها.
في حين وجهت فصائل المعارضة السورية الاتهام إلى “قوات سوريا الديمقراطية ” بالتحكم بالتيار الكهربائي الذي يغذي محطات تصفية المياه المتواجدة في منطقة “نبع السلام”.
ونتيجة لتوقف محطة علوك مازال انقطاع مياه الشرب مستمرا لليوم العشرين عن مدينة الحسكة وأريافها، بالإضافة إلى انقطاعها عن بلدة تل تمر والقرى المحيطة بها في ريف الحسكة.
وفي هذا الصدد قالت إحدى النازحات من الحسكة وتدعى “سميرة”، إن “مشكلة انقطاع مياه الشرب ليست جديدة فهي تنقطع باستمرار، مما يشكل عبئا كبيرا على الأهالي”.
وأضافت “سميرة” أنه “نقوم بشراء برميل المياه الواحد بمبلغ ألف ليرة سورية وهو مبلغ كبير مقارنة بالدخل اليومي لسكان الحسكة”.
شرب المياه من الصهاريج الملوثة
وتابعت أن “معظم الأهالي غير قادرين على تحمل هذه التكلفة الباهظة مما يضطرهم إلى شرب المياه من الصهاريج الملوثة والذي قد يؤدي إلى حدوث أمراض خطيرة”.
وتحاول ورشات الصيانة التابعة للنظام السوري إصلاح هذه الأعطال بمساعدة القوات الروسية، التي تقوم بمرافقة هذه الورشات إلى قرية (كسرى) الواقعة في المنطقة الفاصلة بين مناطق سيطرة “قسد” ومنطقة عملية “نبع السلام”.
وبحسب مصادر محلية فإن “هذه الورشات تعمل على استبدال الخطوط الكهربائية التالفة في تلك المنطقة، ومن ثم ستنتقل برفقة القوات التركية إلى محطة (علوك) الواقعة ضمن منطقة سيطرة المعارضة السورية، لإصلاح الأعطال الكهربائية في محطة المياه”.
وتحتاج محطة ضخ المياه في بلدة علوك إلى تغذية كهربائية بما يعادل 3.5 ميغا واط من أجل العمل، في حين طالبت فصائل الجيش الوطني بكمية أكبر من الكهرباء التي تأتي من محطة الدرباسية الواقعة تحت سيطرة قوات “قسد”.
ويحاول أهالي القرى المحيطة بمحافظة الحسكة إيجاد بدائل لمشكلة الانقطاع المتكرر لمياه الشرب، وذلك عن طريق حفر آبار سطحية تقوم بتأمين احتياجاتهم اليومية من المياه.