حل النزاع الحدودي.. دبلوماسية إثيوبيا تتمسك بـالعلاقة الودية مع السودان
بحثت وزارة الخارجية الإثيوبية، سبل حل قضية الحدود مع السودان وترسيمها، وتعزيز العلاقات بين البلدين. جاء ذلك، خلال ورشة عمل نظمتها الوزارة في مقرها بأديس أبابا، في الفترة من 27 إلى 29 يناير الجاري،
بمشاركة واسعة من المختصين والمسؤولين أصحاب الشأن بقيادة وزير الخارجية ونائب رئيس الوزراء الإثيوبي، دمقي مكونن، وأعضاء من نقابة المحامين الدولية وفريق من الخبراء في قضايا الحدود.
وأشارت وكالة الأنباء الإثيوبية، إلى أن “الورشة شهدت نقاشا مستفيضا حول سبل حل قضية ترسيم الحدود القائمة منذ فترة طويلة بطريقة سلمية ومستدامة”.
وأضافت أنه “خلال الأيام الثلاثة الماضية، جرت مناقشة مهنية حول ترسيم الحدود، وأهمية تعزيز العلاقات الشعبية والتاريخية والعلاقات الأخرى متعددة الأوجه بين البلدين”.
وأثيرت مؤخرا أزمة بين أديس أبابا والخرطوم بشأن الحدود بين البلدين حيث أعلن السودان أنه استعاد منطقة سيطر عليها إثيوبيون منذ 25 عاما، وهو الأمر الذي رفضته إثيوبيا واصفة ذلك بأنه “اعتداء” من السودان الذي دعت جيشه إلى التراجع لمواقعه السابقة على الحدود قبل تحركاته التي بدأها منذ شهرين.
والأربعاء الماضي، قال السفير تايي أسقسلاسي، مندوب إثيوبيا الدائم لدى الأمم المتحدة، إن قضية الحدود لم تكن مشكلة بالنسبة لبلاده والسودان طيلة السنوات الماضية، والخلافات الحدودية سيتم حلها عبر الحوار والتفاوض.
واستعرض المندوب الإثيوبي أمام الجالية الإثيوبية في عدد من المدن الأمريكية، الأوضاع الحالية في البلاد وعلى رأسها أزمة إقليم تجراي والاشتباكات الحدودية مؤخرا بين السودان وإثيوبيا.
وأشار السفير الإثيوبي إلى أن “إثيوبيا والسودان شكلا لجنة ترسيم مشتركة لحل نزاعاتهما الحدودية بطريقة قانونية وسلمية”، مؤكدا أن “قضية الحدود لم تكن أبدًا مشكلة بالنسبة للبلدين للعمل معًا بين إثيوبيا والسودان”.
وتابع أن “الحكومة الإثيوبية تعطي الأولوية لحل القضية الحدودية مع السودان سلميا ودبلوماسيا”.
جوبا تبدأ أولى خطوات الوساطة بين السودان وإثيوبيا
وفي سياق الأزمة الحدودية كشف مصدر مطلع أن وفدا رفيعا من جنوب السودان قد غادر الاربعاء الماضي، إلى إثيوبيا، للتوسط في أزمة الحدود بين الخرطوم وأديس أبابا.
وأوضح المصدرأن مبعوث دولة جنوب السودان، دينق ألور كوال، سيغادر اليوم إلى أديس أبابا على متن طائرة خاصة برفقة توت قلواك مستشار الرئيس سلفاكير ميارديت للشؤون الأمنية؛ لمناقشة تفاصيل مبادرة جوبا لحل النزاع القائم
وأضاف: “لقد اكتملت كافة الترتيبات الخاصة بالوفد الذي يتوقع أن يغادر في غضون الساعات القادمة وتسليم القيادة الإثيوبية مقترح الوساطة كاملا، وبعدها سيتوجه الوفد للعاصمة السودانية الخرطوم لمشاركة الموقف الإثيوبي مع السلطة الانتقالية”.
ومنتصف الشهر الجاري، تقدم سلفاكير بمبادرة تهدف للتوسط بين السودان وإثيوبيا بغرض الوصول لحلول متوافق عليها لأزمة الحدود الأخيرة التي نشبت بينهما.
وآنذاك، أعلن رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك عن موافقة بلاده على وساطة جوبا لحل الخلافات مع إثيوبيا.
ومنذ شهرين، أعلن الجيش السوداني انفتاحه على حدوده الشرقية، وقام بإبعاد مزارعين إثيوبيين كانوا يستغلون أراضيه لأكثر من 25 عاما.
وخلال الأسابيع الماضية، شهدت الحدود مناوشات رغم تأكيد البلدين على عدم وجود خلافات بشأن ترسيم الحدود بينهما.
من جانبها، أعلنت الحكومة الإثيوبية تمسكها بالحل السلمي لمشكلة الحدود مع السودان، داعية الخرطوم لسحب الجيش من الأراضي التي دخلها مؤخرا.
وكشف المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية السفير دينا مفتي، عن وجود وساطات من بعض الدول لحل المشكلة الحدودية بين بلاده والسودان، ووجه إليهم الشكر دون أن يسميهم.