تركيا: أردوغان يستثمر استقالة محرم إينجه للتغطية على انهيار حزبه
تأسس قبل نحو عام حزبان جديدان في تركيا بعد استقالة مؤسسيهما من حزب “العدالة والتنمية” الحاكم الذي يقوده رئيس البلاد رجب طيب أردوغان، وذلك بعد أن قضى كلاهما سنواتٍ طويلة في صفوف هذا الحزب كحلفاءٍ بارزين لزعيمه، لكن تركيا تنتظر في الوقت الحالي انطلاق حزبٍ آخر بعد استقالة مؤسسه الأسبوع الماضي، من حزب المعارضة الرئيسي وهو “الشعب الجمهوري”، وبذلك يكون ثالث حزب تركي يتشكل خلال مدة قصيرة.
وتعتبر استقالة محرم إينجه من حزب المعارضة الرئيسي في تركيا في غاية الأهمية من جهة توقيتها، فهي تأتي في وقتٍ يطالب فيه الحزب الحاكم بإجراء تعديلاتٍ دستورية وربما وضع دستور جديد للبلاد، وكذلك تتزامن مع أزمة اقتصادية خانقة وأخرى صحية على خلفية انتشار وباء كورونا. علاوة على استمرار احتجاجات طلبة جامعة البوسفور ومحاولات الحزب الحاكم لضبط علاقات أنقرة الخارجية.
وقال كمال أوزكيراز مدير مركز أوراسيا للأبحاث واستطلاعات الرأي: “من المؤكد أن الرئيس التركي سعيد بحصول هذه الاستقالة، لكن الأهم من ذلك هو الحزب الذي سيتحالف معه إينجه خلال الانتخابات التي ستشهدها تركيا مستقبلاً”.
وأضاف لـ”العربية.نت” أن “توجّه الناس نحو حزب إينجه الجديد سيكون محدوداً للغاية، على اعتبار أن استقالته جاءت كرد فعلٍ على عدم وصوله لكرسي الرئاسة في الحزب الذي استقال منه، ويبدو أن هناك مشاكل شخصية بينه وبين كمال كليتشدار أوغلو زعيم حزبه السابق، وبالتالي قد يتمكن كحدٍ أقصى من كسب 1 إلى 1.5% من أنصاره في الحزب الذي غادره”.
حزب الشعب الجمهوري
وتابع أن “اعتقاد أردوغان بأن حزب الشعب الجمهوري ينهار بعد هذه الاستقالة غير صحيح، وهو بهذه الطريقة يحاول التغطية على خسارته، لا سيما أن مؤسسين بارزين لحزبه مثل رئيس الوزراء الأسبق أحمد داود أوغلو ونائبه على باباجان، بالإضافة إلى الرئيس السابق عبدالله غل تركوه وحيداً”، معتبراً أن “الانهيار يحصل في الحزب الحاكم وليس في صفوف حزب المعارضة الرئيسي”.
وأعلن إينجه عن استقالته من حزب “الشعب الجمهوري” يوم 8 فبراير الجاري، وهي الأولى من نوعها يشهدها حزب المعارضة الرئيسي منذ 12 عاماً. وكان قد أعلن مراراً قبل ذلك الوقت عن تهميشه من قبل حزبه السابق، خاصة في مؤتمره الدوري الأخير الذي عُقد أواخر شهر يوليو الماضي.
وكان إينجه أيضاً المرشح الرئاسي السابق الذي هُزم أمام أردوغان في انتخابات عام 2018 التي حصل فيها على أكثر من 30% من أصوات الناخبين، وكان قد سجّل فيها زيادة بلغت نحو 5% مقارنة بمرشحين سابقين عن حزبه الذي استقال منه مؤخراً.
وتبدو مواقف المرشح الرئاسي السابق أقرب للحزب الحاكم وحليفه حزب “الحركة القومية” اليميني، إذ انتقد عدم دعم حزب “الشعب الجمهوري” لأنقرة في تدخلاتها العسكرية والسياسية خارج الحدود، وكان كذلك ينتقد على الدوام تعامل حزبه السابق مع حزب “الشعوب الديمقراطي” المؤيد للأكراد.