الحل السياسي في ليبيا.. روسيا مهدت الطريق أولاً
لا يمكن النظر إلى الحل السياسي الذي تم في ليبيا دون النظر بإعجاب وتقدير للدور الروسي الإيجابي تجاه الأزمة الليبية.
ففي الوقت الذي رحّب فية المجتمع الدولي بمصادقة مجلس النواب على حكومة الوحدة الوطنية الليبية الجديدة.
ودعا المجتمع الحكومة الليبية الجديدة إلى الاستعداد لإجراء انتخابات حرة ونزيهة في 24 ديسمبر المقبل.
كما دعا جميع الأطراف لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بشكل كامل في ليبيا.
وأقر مجلس الأمن الدولي في بيانه بـ”الحاجة إلى التخطيط لنزع سلاح الجماعات المسلحة في ليبيا، وتسريحها وإعادة إدماجها”.
وهذا يعكس الانفراج الذي حل على الأزمة الليبية بعد أكثر من عقد من الصراعات والانفلات الأمني.
وإلى جانب التدخلات الأجنبية والأطماع الخارجية في ليبيا، والتي دفع الشعب الليبي بسببها فاتورة ذلك ثمنا غاليا.
إلا ان هذا الحل السياسي والذي أفضي في آخر المطاف إلى تشكيل حكومة الوحدة الوطنيةالليبية.
كل ذلك ما كان ليتحقق لولا الدور الروسي البارز في دفع عملية الحل السلمي نحو الأمام.
فمنذ ثورة 2011 في ليبيا، انتقدت روسيا التدخل العسكري لحلف شمال الأطلسي (الناتو) في ليبيا.
وأعلنت الخارجية الروسية في 1 سبتمبر 2011 اعترافها بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي ممثلا للسلطة في البلاد، في أتجاه واضح لروسيا نحو الحل السلمي السياسي.
وتبرز أهمية الدور الروسي في ليبيا في مقدرتها على توحيد الفصائل والقوات والقبائل والشركات المتناحرة والمتنافسة في الشرق الليبي.
وكذلك أصرار موسكو الواضح في ضرورة أن يشمل مؤتمر برلين كل الأطراف الليبية.
ونادت روسيا بضرورة إشراك الفصائل الليبية وحتمية وقف إطلاق النار، وكانت أولى الدول التي رحبت باتفاقية حظر توريد الأسلحة إلى ليبيا.
كل هذه المواقف تبرز دور موسكو المتعاظم والمحوري فيما آلت إليه الأمور، والتوصل لحل سياسي في ليبيا.
على الرغم من الاتهامات والهجوم الغير مبرر من جانب الولايات المتحدة وأذيالها تجاه روسيا.
إلا ان الشعب الليبي يعي حقا الدعم الروسي الكبير الذي قدمته والشعار الذي رفعته دائما روسيا كان (لا حل للمشكل الليبي سوى بنزع السلاح وتحكيم الصوت السياسي).