يدفعون فاتورة حزب العمال.. أكراد العراق تحت القصف التركي
أطلقت تركيا حملة لاستهداف مسلحي حزب العمال الكردستاني في شمال العراق، ضمن معركتها الممتدة لعقود مع المنظمة المسلحة.
لكن القتال راح ضحيته مدنيون وأدى إلى انقطاع سبل العيش عن عائلات اضطرت للفرار تحت وطأة ضربات الطائرات المسيرة التركية.
صحيفة الغارديان البريطانية أوردت شهادات عدد من سكان منطقة أميدي (العمادية) في جبال زاغروس، تلك السلسلة الجبلية الممتدة في منطقة كردستان بين تركيا والعراق.
والتي تتعرض لضربات من الطائرات بدون طيار التركية منذ أن صعدت الأخيرة حملتها في كردستان العراق، في يونيو من العام الماضي.
ويشير التقرير إلى “قائمة متزايدة من الضحايا المدنيين مع تصعيد تركيا لمعركتها الطويلة ضد المسلحين الأكراد خارج حدودها”.
مشيرة إلى أن الصراع أودى بحياة المدنيين العراقيين أكثر من أي وقت مضى منذ انهيار وقف إطلاق النار (بين تركيا وحزب العمال الكردستاني) في عام 2015.
وفقا لبيانات من منظمة “إير وورس”، التي أوردت مقتل ما بين 27 و33 مدنيا عراقيا وجرح 23 شخصا، العام الماضي، أي ما يزيد عن ضعف عدد القتلى المدنيين في عام 2019.
ويشاهد السكان في أميدي، وغيرها من المناطق المستهدفة، الطائرات التركية بدون طيار “وهي تحلق بصمت فوق قمم الجبال” ويقول سكان إن الضربات أصابت حتى الآن حوالي 70 في المئة من قمم المنطقة الوعرة.
ويشير التقرير إلى قصة مقتل ثلاثة أصدقاء، من بينهم رجل يدعى محسن سبيري، والعثور على جثثهم ممزقة إلى أشلاء بعد تعرضهم لغارة بطائرة مسيرة تركية أثناء قيامهم برحلة صيد للأسماك وجمع العسل البري والفطر.
أما الموقف التركي، فنقلت الصحيفة عن مصدر بوزارة الدفاع قوله إن العمليات التركية “تستهدف فقط العناصر الإرهابية”، وأنه “تم اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لمنع إصابة المدنيين”.
وأدت المعارك بين تركيا وحزب العمال الكردستاني، منذ اندلاعها عام 1984، إلى مقتل حوالي 40 ألف شخص.
ويستخدم حزب العمال الكردستاني، الذي تصنفه الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي منظمة “إرهابية”، الجبال في شمال العراق لتدريب مسلحيه خلال قتاله ضد تركيا.