اليونان ترحب باستعداد ليبيا لمناقشة اتفاقية الحدود البحرية مع تركيا
رحبت اليونان باستعداد ليبيا لمناقشة اتفاقية الحدود البحرية مع تركيا والتي لا تعترف بها اليونان ومصر. وبعث كيرياكوس ميتسوتاكيس رئيس وزراء اليونان برسالة دعم لجهود ليبيا من أجل السلام والتقدم، مؤكداً أن اليونان ستقف إلى جانب ليبيا، سواء فى إطار الاتحاد الأوروبى أو فى الأمم المتحدة، من أجل الوصول إلى انتخابات ذات مصداقية، وصولا إلى الاستقرار السياسى وإعادة بناء البلاد، بعيدًا عن الجيوش والمصالح الأجنبية، وبهدف واحد وهو الأمن والازدهار لدول الجوار ودول البحر الأبيض المتوسط.
بداية جديدة فى العلاقات:
وأكد ميتسوتاكيس عقب اجتماعه فى طرابلس مع عبد الحميد الدبيبة رئيس وزراء حكومة الوحدة الوطنية فى ليبيا، أن هذه هى البداية الجديدة فى علاقات بلاده مع ليبيا ولابد أن تتأسس على الصراحة وروح الحوار، وفوق ذلك على الإيمان بمبادئ الشرعية الدولية والقانون الدولى، موضحاً أن الصفحة الجديدة فى مسار العلاقات المشتركة بين البلدين، تمثل فرصة لمحو أخطاء الفترة السابقة.
وأضاف أن عوامل التقارب الجغرافى هى التى تحدد إطار العلاقات الثنائية بين اليونان وليبيا، ولا تحددها الخطوط المصطنعة التى يرسمها البعض على الخرائط، مُرَّحِبًا باستعداد الطرف الليبى لمناقشة القضايا المتعلقة بتعيين حدود المناطق البحرية فى إطار ثنائى مباشر، ومواصلة المحادثات التى توقفت فى عام 2010، فى ضوء احترام القانون الدولى، وهو البوصلة التى تُحل بها مثل هذه الخلافات بين الدول الصديقة.
من جانب آخر كرر ميتسوتاكيس ما قاله رئيس المجلس الأوروبى شارل ميشيل خلال زيارته إلى ليبيا، مؤكداً بكل وضوح أن الشرط المسبق لتحقيق أى تقدم هو الانسحاب الفورى والكامل للقوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا وهو الأمر الذى طالبت به جميع الدول الأوروبية، مشيراً إلى الأهمية الشديدة التى توليها اليونان لإلغاء الوثائق غير القانونية التى تم تقديمها على أنها اتفاقيات دولية مزعومة، حيث أنها لا تحمل أى قوة قانونية، وقد قرر المجلس الأوروبى ذلك صراحة.
اتفاقية الحدود البحرية:
أثار اتفاق وُقِّع بين تركيا والحكومة المُعتَرَف بها دولياً في ليبيا في عام 2019 بشأن الحدود البحرية، غضب جيرانهما الإقليميين، وهو الأمر الذي يُصعِّد التوتر في البحر المتوسط حول موارد الطاقة ويُعزِّز حليف تركيا في البلد الشمال إفريقي قبيل انعقاد مؤتمر برلين بشأن الصراع في المنطقة.
وقالت تركيا إنَّ حدود البلاد البحرية مع “جارتها” باتت الآن تمتد من ساحل جنوب غربي تركيا إلى ساحل درنة-طبرق الليبي، وهي الفكرة التي رفضها وزير الخارجية اليوناني نيكوس ديندياس، باعتبارها “توشك أن تكون فكرة سخيفة”؛ لأنَّها “تتجاهل أمراً شديد الوضوح”، أي جزيرة كريت، وانتقدت مصر أيضاً الاتفاق، واصِفةً إياه بـ”غير الشرعي”