نصرالله: الاعتداء على المقدسات الإسلامية والمسيحية بالقدس قد يولد حربا إقليمية
اعتبر الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصرالله، اليوم الثلاثاء، أن “حرب غزة الأخيرة أسقطت صفقة القرن”، محذرا من أن الاعتداء على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس قد يولد حربا إقليمية.
وقال نصرالله، في خطاب ألقاه بمناسبة الذكرى الحادية والعشرين للانسحاب الإسرائيلي من لبنان (عيد المقاومخة والتحرير)، “يجب أن يعيد قادة العدو وحكومته وجيشه تقديراتهم بناء على ما حصل في قطاع غزة”، وأن يدركوا أن “المساس بالقدس والمسجد الأقصى ومقدسات الأمة مختلف عن أي اعتداء آخر يقومون به”.
وأن ما حصل من انتصار لم يحصل حتى في 2006″.وأفاد حسن نصر الله بأن قادة حركات المقاومة الفلسطينية وقادة أجنحتها العسكرية كانوا متألقين في المعركة الأخيرة. وأن المعركة كانت في تل أبيب ومركز الكيان.
وبدا التعب واضحا على نصر الله، وأبدى اعتذاره وقال إنه لم يخرج في كلمة برمضان بسبب المرض، وكان أشار في خطاب سابق إلى أنه مصاب بنزلة برد نافيا أن يكون مصابا بفيروس كورونا. وقال إنه ومنذ اللحظة الأولى للأحداث في غزة كان يتابع آخر التطورات مع إخوانه في لبنان وخارجه. وتابع: “نبارك الانتصار الكبير والعظيم للمقاومة في فلسطين”.
وذكر أن دخول القدس في دائرة تهديد خطر دفع قيادة المقاومة لاتخاذ موقف تاريخي وحازم وجديد، معتبرا أن سبب المعركة الأخيرة يعود لحماقة قيادة العدو وغطرستها واستخفافها بالمقاومة والخطأ في حساباتها.وأشار إلى أن التقدير الإسرائيلي كان أن ردة الفعل على مشروع التهويد في القدس لن تتجاوز البيانات، مضيفا أن “أهم خطأ في تقدير العدو أنه لم يخطر على باله أن غزة ستقدم على قرار تاريخي ضخم”.
ورأى نصر الله أن “غزة فاجأت الصديق والعدو في قرارها تنفيذ تهديدها ردا على ما يقوم به الاحتلال في القدس”، مؤكدا أن “ما أقدمت عليه غزة كان خطوة تاريخية نوعية في تاريخ الصراع مع العدو يجب أن تقدر عاليا، والمحك الآن هو المحافظة عليها، لأن العدو سيحاول إسقاط معادلة الدفاع عن القدس”.
وشدد على أن التطور التاريخي في معركة “سيف القدس” هي أن غزة دخلت لتحمي القدس وأهلها وليس لحماية غزة، مبينا أن دخول القدس في دائرة تهديد خطر دفع قيادة المقاومة لاتخاذ موقف تاريخي وحازم وجديد.وأكد أن ما أقدمت عليه غزة كان خطوة تاريخية نوعية في تاريخ الصراع مع إسرائيل، لافتا إلى أن أهل غزة ومقاومتها كانا في موقع الاستعداد للدفاع والتضحية فداء للقدس والمسجد الأقصى.
وتوجه الأمين العام لحزب الله للإسرائيليين قائلا: “يجب أن تعرفوا أن المساس بالقدس والمسجد الأقصى مختلف عن أي اعتداء آخر تقومون به”، مضيفا أنه “على الإسرائيليين أن يفهموا أن المساس بالمقدسات لن يقف عند حدود مقاومة غزة”.
واعتبر نصر الله أن “مقاومة غزة صنعت معادلة جديدة هي المسجد الأقصى والقدس مقابل مقاومة مسلحة”، مشيرا إلى أن “المعادلة التي يجب أن نصل إليها هي التالية القدس مقابل حرب إقليمية”.
وأوضح أنه “حين تدرك إسرائيل أنها أمام هذه المعادلة ستعرف أن أي خطوة ستكون نتيجتها زوال كيانها”، مؤكدا أنه عندما تصبح المقدسات الإسلامية والمسيحية تواجه خطرا جديا فلا معنى لخطوط حمر أو حدود مصطنعة.وصرح بأنه في ظل كل ما يحصل في فلسطين كانت هناك دول عربية تدخل في التطبيع وتعمل على تلميع صورة الكيان الإسرائيلي.
وشدد على أن المعادلة التي يجب أن نصل إليها هي التالية “القدس مقابل حرب إقليمية”.وأكد نصر الله أن معركة “سيف القدس” وجهت “ضربة قاسية لمسار التطبيع ودول التطبيع ووسائل إعلامها، ونستطيع القول إن صفقة القرن قد سقطت وتلاشت.