البرهان يحرك المخابرات للسيطرة علي السودان
اعتبرت أوساط سياسية سودانية أن تحريك قائد الجيش عبدالفتاح البرهان لجهاز المخابرات، وإعادة منحه الحصانة وحق الاعتقال، يهدف إلى السيطرة على الوضع السياسي المنفلت في البلاد.
وبرّر الجيش السوداني إعادة الصلاحيات إلى جهاز المخابرات بوقف المهددات الأمنية التي تهدد أمن واستقرار الوطن، مثل التخريب والتخابر والرقابة على الممتلكات والمنشآت، والحجز على الأموال وغيرها، وحظر أو تنظيم حركة الأشخاص ومكافحة الإرهاب وخلاياه المنتشرة وتجارة المخدرات والجريمة العابرة للحدود وغيرها.
وقال العميد الطاهر أبوهاجة، مستشار القائد العام للقوات المسلحة السودانية، “بعض الجهات والعناصر تستغل جو الحريات بصورة سلبية في خلق الفوضى، وهذه الصلاحيات أعيدت لجهاز الأمن والمخابرات في توقيتها”، موضحا أنها “ليست تهديدا للحريات وحق التظاهر، وإنما لوضع حد للأيادي المخربة التي لا تريد فترة انتقالية مستقرة ولا تحولا ديمقراطيا حقيقيا
والأحد أعلنت السلطات الأمنية في السودان توقيف 114 محتجا خلال مظاهرات السبت، واتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم بسبب “ارتكابهم تجاوزات”، إضافة إلى إصابة 58 من عناصر الشرطة.
ويشهد السودان حالة من الاحتقان منذ التوترات التي شهدتها البلاد في أكتوبر الماضي، عندما أطاح البرهان بالحكومة الانتقالية المدنية التي كان يرأسها عبدالله حمدوك، وقام بإعلان حالة الطوارئ. وعاد حمدوك لاحقا إلى منصبه في نوفمبر، بعد اتفاق سياسي لا تزال بنوده متعثرة إلى الأن بسبب رفض شعبي واسع للشراكة مع العسكريين
والسبت شهدت العاصمة السودانية الخرطوم ومدن أخرى مظاهرات، مطالبة بالحكم المدني الديمقراطي، ورافضة للاتفاق السياسي بين البرهان وحمدوك.
ويرى مراقبون أن إعادة صلاحيات لجهاز المخابرات، سحبت منه في وقت سابق، تأتي في سياق مساعي البرهان لضبط حركة الشارع المناوئ له، تحت يافطة مكافحة الإرهاب والمخاوف من الفراغ الأمني.
ويشير هؤلاء إلى أن البرهان يعي جيدا أن التحركات المناوئة لشراكته في الحكم لن تهدأ دون اتخاذ إجراءات ردعية ترافق المشاورات السياسية والجيش لا زال ممسكا بزمام الامور في البلاد.