قرارات المجلس المركزي اليوم .. السياق و الوقائع
يوم ٢٧ أكتوبر بعد يومين من الانقلاب تواصلت مع مبارك عثمان إسحق شقيق طه عثمان للاطمئان ، وبعد ساعتين اتصل طه بنفسه للقاءه لامر مهم و تلك قصة منفصلة سنرويها لاحقا .
قضينا ذلك النهار ، حمزة فاروق ، نادر سخانة و شخصي فى محاولة التواصل مع غير المعتقلين من الحرية و التغيير فى ظروف انقطاع الاتصالات و الانترنت ، ومساء اليوم الثاني فوجئنا بخبر انعقاد اجتماع ضم عشرة من قيادات الحرية والتغيير منهم فضل الله برمة ناصر، حيدر الصافى ، كمال إسماعيل، يوسف محمد زين وآخرين وعلمنا ان الاجتماع خرج بمقررات. تواصلنا مع كمال إسماعيل و الواثق البرير ، وحسب ما جاء فى التواصل لم يكن الواثق على علاقة بالاجتماع ولم يبلغنا قرارته البالغ عددها ست قرارات . علمنا من كمال إسماعيل صحة انعقاد الاجتماع و تكليفه إرسال القرارات الست للغائبين و عندما استلمنا القرارات وجدنا ان الخمس الأولى منها لا خلاف حولها و الأخيرة التي وصلتنا منفصلة كانت عبارة عن مصادقة على قرارات الانقلاب فى صيغة ملتوية .
تحركنا فورا لنعمل على قطع الطريق أمام محاولة اختطاف اسم الحرية و التغيير لشرعنة الانقلاب، حيث قام ثلاثة منا ، لست واحدا منهم ، يوم ١ فبراير بالذهاب لدار الأمة و الاجتماع مع اللواء ناصر، مريم والواثق البرير ، كما تواصلنا مع حزب البعث و التجمع الاتحادي و تجمع القوى المدنية و بناء على ذلك دعونا لأول اجتماع للمجلس المركزي للحرية و التغيير بعد ٢٤ ساعة بدار حزب الأمة حيث انعقد الاجتماع يوم ٢ نوفمبر و أصدر بيانا فى اليوم نفسه .
غاب عن الاجتماع قادة الحرية والتغيير المعتقلين وحضر من حزب الأمة اللواء برمة متأخرا ووفق تنوير رئيس حزب الأمة كان سبب التأخير هو اجتماعهم فى القصر مع البرهان ( اللواء برمة، نبيل اديب ، يوسف محمد زين و حيدر الصافى ) حضر من بداية الاجتماع الواثق البرير من حزب الأمة و كان حاضرا (متاخرا) يوسف محمد زين وخرج قبل اكتمال الاجتماع كما كان حاضرا حيدر الصافى بعد اجتماع القصر .
استعرض الاجتماع تطورات الوضع بعد اجتماع ٢٤ أكتوبر وتنوير فضل الله برمة حول اجتماع العشرة و اجتماع القصر وقرر الاجتماع مواجهة الانقلاب و إسقاطه وانه لا تفاوض و لا شرعية و تم إسقاط مقررات اجتماع العشرة و تكوين لجان ثلاث واحدة للاتصال و الثانية للإعلام و الثالثة للتنظيم و الميدان .
بعد يوم واحد تقريبا علمنا ان هناك اجتماع فى منزل فضل الله برمة ناصر لم تتم دعوتنا له . اتصلنا ب بابكر فيصل و عثمان ابراس و قررنا الذهاب للاجتماع حرصا على عدم اختطاف الحرية والتغيير. دخلنا شخصي، شريف محمد عثمان و طه عثمان ووجدنا أمام المنزل عدد كبير من المدنيين و العسكريين المدججين بالسلاح وفى باحة المنزل . استقبلنا الواثق البرير وقال هاشا و باشا كويس جيتو. دخلنا الصالون حيث وجدنا فضل الله برمة واقفا يتحدث ، وكان هناك اللواء خميس جلاب ، نبيل اديب ، ساطع الحاج ، يحي الحسين ، احمد شاكر ، جمال إدريس، الريفي ، سارة نقد الله دكتور مضوى وجاء متأخرا عبد العزيز عشر من حركة العدل والمساواة و نور الدائم من حركة مناوي.
كان ظهورنا مفاجئا إذ قال اللواء ناصر ان هدف الاجتماع هو التوافق ، وقدم نبيل اديب الذى قال ان المطلوب هو إكمال مؤسسات الحكم الإنتقالي من مفوضيات و مجلس تشريعى و غيره ، بعد ذلك تحدث جمال إدريس قائلا ان هناك انقلاب ، والمطلوب إسقاط الانقلاب وان دعوته للاجتماع كان بصيغة أخرى و قرر الانسحاب . تحدثت شخصيا وقلت ان المجتمعين لديهم شي الافضل طرح ذلك الشى وقد كنا نعلم مسبقا ان نبيل اديب و فضل الله و يوسف محمد زين و مضوي ينشطون فى مبادرة وان نبيل اديب قام بالاجتماع مع دكتور حمدوك وهي المبادرة التي انتجت اتفاق ٢١ نوفمبر ولكن لم يتحدث فى الاجتماع اى شخص بشأن ذلك الاجتماع . كان لافتا للنظر عدم طرح اي شي على صلة بالموقف من الانقلاب و لا الحديث عن المبادرة ، وعندما قرر نبيل اديب مغادرة الاجتماع لحقته فى الحوش و تحدثت معه بشأن ما سمعته وقال لي فعلا نحن شغالين على مبادرة، وفى أثناء ذلك جاء طه عثمان و عبد العزيز عشر و مضوى، وعندما قال طه لنبيل هذه مبادرة لشرعنة الانقلاب ، قال له عشر بحدة : الانقلاب دا جبتو انت ، واسع انت مختف فى امبدة وحنجيبك وتلاسن معه طه وتدخل حرس عبد العزيز وقال لي نحن كبارنا ما نسمح زول يرفع أصبعه عليهم نديهو طلقة وانفضت الوقفة بعد هذه المشاجرة وتدخلنا لفضها.
كنا قد نسقنا لاجتماع لجنة الاتصال التي تكونت يوم ١ فبراير فى مكان قريب من حي الرياض . اتصل حمزة فاروق باحمد شاكر بغرض التنسيق للاجتماع وكان ذلك قبل اجتماع منزل برمة ناصر بساعتين و لم يخطر احمد شاكر حمزة بالاجتماع.
محمد حسن عربي