خبير سياسي : إقناع الأطراف الرافضة للحوار يحتاج لتقديم ضمانات
قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة النيلين مصعب محمد علي لصحيفة «القدس العربي» إن ما طرحته البعثة الأممية بخصوص المشاورات بين الاطراف السودانية غير المباشرة يمكن قد تنجح في جذب الأطراف الرافضة للحوار مع العسكريين، لافتا إلى أن هذه الأطراف بالمقابل تتمسك بمطالبها بضرورة ابتعاد العسكريين عن السلطة.
ويرى علي أن المشاورات غير المباشرة قد تنجح في تقريب وجهات النظر بين الأطراف ووضع نقاط مشتركة يتم الحوار حولها حال الوصول لمرحلة طاولة الحوار المستديرة، وأنها أيضا قد تقلل وقتها من الخلافات الحادة، التي يمكن أن تجعل طاولة الحوار خلافية ولا تفيد في حل الأزمة.
ولفت إلى أن العملية السياسية التي أطلقتها البعثة الأممية يمكن ان تقود إلى حل للأزمة السودانية لكن يرجح أن يستغرق ذلك زمنا أطول لأنها غير محكومة بفترة زمنية محددة، ولأن إقناع الأطراف الرافضة بضرورة الدخول في حوار يحتاج لتقديم ضمانات حول التزام الجميع بنتائج الحوار. ويرى أن العقبة الأصعب التي تواجه المبادرة هي أن أغلب القوى الفاعلة في المشهد السياسي ترفض الدخول في عملية سياسية في ظل بقاء العسكريين الحاليين في السلطة- قادة الانقلاب.
ولفت إلى أن استصحاب المبادرات السياسية السودانية التي طرحت وجعلها من مسودات الحوار ودمجها في مبادرة واحدة والتوفيق بينها، قد يسهم في إنجاح جهود البعثة الأممية.
والمطلوب من القوى السياسية السودانية، حسب علي، هو صياغة موقف مشترك والدخول في مشاورات واسعة فيما بينها للدخول في المبادرة لأن الظهور بمظهر الانقسامات يجعل الحوار يستغرق زمنا أطول ويجعل الأزمة مستمرة.