ماذا يريد الغرب من المرأة السودانية اليوم
مفاهيم عامة:
▪ لا توجد حرية مطلقة، الحرية الشخصية مقيدة بحرية الأشخاص الآخرين الذي يكونون المجتمع. أما الحرية الكاملة عندما تكون في بيتك بينك وبين نفسك ولا يتصل بأحد غيرك.
▪ قيم المجتمع تتكون من المفاهيم الدينية والموروثات الثقافية للأفراد المكونين للمجتمع، وإذا كان في المجتمع قيم مختلفة تسود قيم الأغلبية عادة. الذين يدَّعون الديمقراطية يجب أن يحترموا قيم الأغلبية.
▪ القيم الاجتماعية والإنسانية ليست حكرًا على ثقافة معينة، بل تختلف من مجتمع لآخر، فلا ينبغي للأمم المتحدة مثلا ولا غيرها من المنظمات فرض قيم مجتمعات معينة على أخرى، نعم هناك حقوق عامة متفق عليها بين جميع المجتمعات كالعدالة والسلام والخير وغيرها هي التي يمكن طرحها بشكل عالمي.
▪ القيم الغربية تقوم على العلمانية والمادية والإباحية والمثلية والشذوذ بينما القيم الإسلامية والعربية تقوم على الدين والمعاني الروحية والعفة والترابط الإجتماعي والأسري والمحافظة على التقاليد والموروثات الجميلة، فهما على طرفي نقيض.
▪ الشرف والعفة لا قيمة لها في الثقافة الغربية لذلك تجاهلها عند نقاش قضايا المرأة في السودان خلل منطقي وموضوعي كبير.
▪ المعايير المستخدمة للحكم على القيم الاجتماعية تختلف من ثقافة لأخرى، فما قد يُرى إعتداءًا وتشويهًا للجسد من وجهة نظر بعض المجتمعات كخرم الأذن للقرط أو الحلق، والشلوخ قديمًا، ودق الشلوفة، هي تجميل وتزيين في مجتمعات أخرى، تمامًا مثل أن الوشم اليوم عند الغربيين، يرونه زينة ونحن نراه تشويهًا.
▪ المجتمع الغربي فاشل اجتماعيًّا بامتياز، ومهدد عمليًّا بالإنقراض بسبب تناقص أعداد المواليد فيه وزيادة أعداد المسنين، وكثرة حوادث الانتحار، والتفكك الأسري وغيرها من الكوارث الإجتماعية، وذلك بسبب النظرة المادية للحياة، والإلحاد، والإباحية، والمثلية الجنسية، والشذوذ، والإجهاض وغيرها من القيم الفاسدة التي تسوده. هذه القيم السلبية قضت تكوين على الأسرة بالإباحية والمثلية الجنسية والشذوذ، وقضت على التكاثر -وهو حاجة أساسية للبقاء- بالتهرب من الواجبات الاجتماعية المترتبة على الزواج، والتهرب من المسؤولية الأسرية وتربية الأولاد ورعاية المسنين والعجزة. هذا الفشل الواضح دفع بالمجتمعات الغربية إلى فتح أبواب الهجرة الشرعية لتعويض النقص الحاد في عدد المواليد، فقيم هذا مردودها هي أفشل من أن تعتبر معيارًا يفرض على المجتمعات الأخرى حول العالم، خاصة على المجتمعات التي تؤمن بالله عز وجل وتستلهم قيمها الروحية والاجتماعية من الدين.
▪ الذكر والأنثى مختلفان من حيث الخلق والتكوين الجسدي والنفسي، وهذا الإختلاف له ميزة وهي أن يكمل كل منهما الآخر، يلعب كل واحد منهما دورا مناسبا لا يلعبه الآخر، والدعوة للمساوة بينهما هي دعوة لأن نجعل من الإثنين نسخة واحدة وهنا يحدث خلل كبير في الحياة وتوازنها الطبيعي.
▪ المساواة بين الجنسين ظلم مبين، لأن عطاء كل طرف في مجالات الحياة المختلفة متباين، لذلك بدلًا عن الدعوة إلى المساواة بين الجنسين يجب الدعوة إلى العدل بينهما بحيث يعطى كل ذي حق حقه، تارة يكون حق الذكر أكبر وتارة يكون حق الأثنى أكبر، وتارة يتساويان، حسب العطاء، وهذا أساس القيم الإسلامية.
▪ الإغراء والإثارة الجنسية سبب مباشر للتحرش الجنسي والاغتصاب والجرائم الجنسية الأخرى.
▪ الزنا له عواقب وخيمة على الفرد والمجتمع كما قال تعالى: (وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا ۖ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا) من أسوأئها الاطفال غير الشرعيين الذين يتركون للكلاب الضالة، أو يتربون تربية غير سوية.
خلفيات مهمة عن البرنامج:
▪ البرنامج في نظرته لقضايا المرأة وحقوقها يتبنى القيم الغربية الفاشلة اجتماعيًّا.
▪ غالبية الحضور من اليساريين والشيوعيين، وثقافتهم في الغالب طبعا غربية وتقوم على مناهضة القيم الدينية.
▪ اليسار لا يمثل السودانيين الذين أغلبيتهم الساحقة مسلمة ومحافظة، لذلك فإن هذه الحلقة مضللة لأنها تتحدث بلسان الأقلية، ولا أبالغ إن قلت أنها تكاد تتحدث بلسان المموسات.
▪ مقدم البرنامج متحامل بشكل واضح ويحاول الانتصار للرؤية الغربية حول القيم الاجتماعية.
▪ البرنامج محاولة للترويج لاتفاقية سيداو التي لا تناسب القيم الإسلامية التي يقوم عليها المجتمع السوداني.
الملاحظات على الحلقة:
▪ ضيوف الحلقة غير متكافئين، كنا نحتاج إلى شباب مؤمنين بقيم المجتمع السوداني الأصيلة ومثقفين دينيا ومواكبين للأزمة الاجتماعية في المجتمعات المتحررة ليكونوا في مقابل هؤلاء اليساريين المتحررين.
▪ البرنامج بدأ بأرقام وإحصاءات استندت إلى معايير مضللة لتسويغ تقييمه المجحف لحرية المرأة في السودان. من قال أن العمل والمشاركة السياسية هي المعايير لحقوق المرأة؟؟؟ هل كل النساء يجب أن يعملن في السوق ويشاركن في السياسية؟ كثير من النساء إذا وجدت إحداهن من يصرف عليها لا ترغب في العمل، وكثير منهن ليس لهن ميول سياسية. وحتى التوسع في عمل النساء ومشاركتهن في السياسة هي رؤية غربية دخيلة على المجتمع السوداني وفدت إليه من الخارج ولها من يروج لها بالرغم من آثارها السلبية الواضحة على المجتمع.
▪ القيم السودانية المحافظة لها ميزات اجتماعية كثيرة فأين أرقامها وإحصاءاتها؟ أين أرقام وإحصاءات الترابط الأسري ورعاية العجزة والمسنين؟ أين أرقام وإحصاءات التكاثر والنمو السكاني مقابل الإنكامش في المجتمعات الغربية؟ أين أرقام وإحصاءات الأمانة والنزاهة الشخصية والسودانيون من أشهر شعوب العالم في الأمانة والنزاهة الشخصية؟ أين أرقام وإحصاءات الاغتصاب والاعتداءات الجنسية والأمراض المنقولة جنسيا مقارنة بالمجتمعات الإباحية؟ أين إحصاءات معدلات جرائم القتل والعنف الاجتماعي والجرائم الأخرى مقارنة بالمجتمعات الغربية والتي تتوفر فيها ظروف اقتصادية أفضل؟ أين أرقام وإحصاءات التسامح بين أفراد المجتمع والتكافل والتعاون والسلم المجتمعي؟ وغير ذلك من الأرقام والمعايير التي نحكم بها على تماسك المجتمعات.
▪ بالنسبة لنقطة قانون النظام العام، المثل يقول: (أكل البعجبك والبس البعجب الناس) فكل شخص من الجنسين حر في ما يلبس لكن حسب الضوابط المرعية والذوق العام السائد في المجتمع وبما لا يخدش الحياء ويثير الغرائز لأنك بذلك تتعدى على حق الآخر في عدم التأثير عليه. ما في بنت لابسة محتشمة اتكلم معاها زول. والزي المحتشم ما لون وشكل وموضة، بل مواصفات عامة: ساتر، فضفاض، ما فيه تشبه، .. إلخ.
▪ حوامة البنت بالليل فيها مساءلة لأنها حاجة غريبة على المجتمع السوداني المحافظ. في المجتمعات المتحررة هذا شائع وتقوم به بائعات الهوى.
▪ بالنسبة للتحرش فإنه ثقافة دخيلة على المجتمع السوداني المحافظ الذي يعلي بطبيعة الحال من قيمة العفة والشرف، والأسباب في ازدياد معدلاته كثيرة منها: الغزو الثقافي الذي ضرب المجتمع منذ التسعينات عن طريق العولمة وثورة الاتصالات والقنوات الفضائية. كذلك مشاهدة المقاطع الإباحية المتوفرة اليوم أكثر من أي وقت مضى. كذلك كثرة الاختلاط بين الجنسين في الآونة الأخيرة دون مراعاة للآداب الإسلامية في ذلك، إضافة إلى اللبس المثير والذي تتفنن بيوت الموضة العالمية في انتاجه وبعض بناتنا يشترينه مع الأسف دون الاكتراث إلى ملائمته لقيمنا أم لا. زي النساء حسب الموضة اليوم لا يكاد يخلو من إثارة، حتى لو كان طويلا فإنه في الغلب لا يخلو من ضيق أو فتحات أو أشياء أخرى مثيرة.
▪ في السابق كانت المرأة معززة بحيث أن الشاب يقوم لها من المقعد في المواصلات العامة، ويقدمها في الصف، ويحمل عنها متاعها في الموقف، وكان شرف البنت أمانة لدى الأسرة والمجتمع، وكان أبناء الحي يحمون بناته من أي تحرش واعتداء ويجلدون من يتحرش بأي بنت من بنات الحي جلدة كاااربة. فالحديث عن التحرش اليوم هو حديث عن أحد إفرازات الثقافات الفاسدة التي دخلت السودان عبر الفضائيات والإنترنت، وهي الثقافة التي يراد لها أن تشيع أكثر في السودان من خلال الدعوة إلى التحرر. يراد لنا اليوم أن نسير في الاتجاه الخطأ.
▪ الذين يتحرشون بالمحتشمات بالمناسبة هم من ضحايا الثقافة الغربية ذاتها التي يروج لها البرنامج، فيجب الانتباه إلى هذا الخطر والمرض الخطير والتصدي له بطرق اجتماعية فعالة.
▪ من أسباب التحرش أيضًا تدني التزكية والتربية الصوفية الروحية التي تطهر النفس من شوائب الشهودات وتعالجها من الأمراض وتهذِّبها بالذكر ومراقبة الله عز وجل، قال الإمام الذهبي: (العالم إذا عري من التصوف والتأله كان فارغا) هذا حال العالم، فكيف بالعامي؟ لا شك هو أحوج.
لذلك فالتدين السطحي الذي يقوم على النصوص فقط بدون التحقق بمعانيها وروحها لا ينتج مؤمن تقي يخاف ربه في السر والعلن.
▪ قالت إحداهن: “إنها لا تتحرش بالأولاد” والسبب الرئيسي في ذلك هو أن الرجال اليوم أكثر احتشامًا من النساء وبدون أي مقارنة.
▪ وقالت أخرى: “لو عريانة ما مفروض يتحرش بي” كلام في قمة الغرابة وغير منطقي لأن الإغراء والعري يؤدي بداهة إلى إثارة الشهوة وفتح الباب للتصرف بشكل غير سوي. الإنسان قديمًا كان عريانا وعندما تحضر لبس، وفهل يريدون له بعد أن تحضر أن يتعرى مرة أخرى؟؟؟ قبل أن يولد أي مولود نشتري له الجهاز والملابس لأن ذلك هو التحضر اللائق بالشخص كإنسان، الفرق كبير بين الإنسان المكتسي والحيوان العاري.
▪ بالنسبة لما يعرف بزواج القاصرات: البنت الجابوا قصتها ما في زول جبرها على الزواج، براها وافقت عندما سألوها عن الرجل. لكن المقدم صور الحادثة على أنها أكرهت على الزواج، وهنا يظهر تحامل مقدم البرنامج بجلاء.
▪ التكوين الطبيعي والفيزيولوجي الذي يفرق بين الطفل والرجل، والطفلة والمرأة هو البلوغ أو الحلم، وهذا نزل به القرءان الكريم: (وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ )، لذلك سن البلوغ تختلف باختلاف التكوين الجسدي للشخص، وطريقة العيش، ونوع التغذية، والبيئة التي نشأ فيها وغير ذلك. فتحديد سن البلوغ هذا اجتهاد ولا تعدو السن أن تكون سنًّا متوسطةً يمكن أن يبلغ الشخص قبلها أو بعدها لكن ليس شيئًا دقيقا للتفريق بين الطفل وبين البالغ. لذلك تحديد سن الـ18 كسن للطفل في قانون حماية الطفل هو مجرد اجتهاد وفيه نظر من ناحية طبية ونفسية واجتماعية.
▪ متى ما بلغ الإنسان واحتلم كان مهيئًا للزواج بصورة طبيعية وغريزية، أما تأخير الزواج بعد البلوغ فيكون لأسباب أخرى لا علاقة لها بالأهلية للزواج، فقد تكون لأسباب اقتصادية.
▪ الذين يعارضون الزواج المبكر للبنات لماذا يسكتون عن الزواج المبكر للذكور؟؟؟ فمعلوم أن السودانيين خاصة في الريف يزوجون لأولادهم من سن مبكرة لحفظهم من العلاقات الجنسية المحرمة.
وعليهم أيضًا أن يعارضوا إقامة العلاقات الجنسية المحرمة للفتيات دون سن 18 سنة تحت مسميات البوي فريند والقيرل فريند، هل يستطيعون؟ لا يستطيعون لأنها مع الأسف الشديد جزء من الثقافة الغربية القائمة على الإباحية.
▪ تكلمت إحداهن عن أن الزوج يكون كبير السن والبنت صغيرة، هذا اختيار شخصي، ويمكن أن يحدث العكس، فيتزوج الشاب ممن هي أكبر منه. دا موضوع يتم بالتراضي غالبا.
▪ أعتقد أن عنوان الحلقة بدلا عن “ماذا تريد المرأة السودانية اليوم؟” ينبغي أن يكون: “ماذا يريد الغرب من المرأة السودانية اليوم؟”
▪ هل نتوقع أن هذه القناة الألمانية تكلفت مشاق تصوير وإنتاج هذه الحلقة والحلقات الأخرى لأجل مصلحتنا كمجتمع مسلم؟؟؟