أقرعوا فولكر
تعقد المشهد السياسي في السودان وبدأت خطوط تأزم المواقف تتباعد بين القوي السياسية..
قد يظن البعض ان الحلول الخارجية قد تفضي الي حلول جذرية لتعقيدات الأوضاع الداخلية ولكنها في الحقيقة تلك الحلول لن تدم كثيرا والتجارب ماثلنا أمامنا وكانت آثارها السلبية اكثر مما هي إيجابية.
باختصار شديد الحلول الخارجية لم تتعمق وسط السودانيين فهي وضعت لما يدور ظاهريا لانها لا تعرف نفسيات المحاور السوداني – اي بمعني انها بعيدة عن الواقع الداخلي.
قد يظن البعض ان رئيس بعثة الأمم المتحدة في السودان فولكر بيرتس ومساندوه من الاتحاد الأفريقي وايقاد اكثر دراية بالواقع السوداني وانهم ياتون بالحل لهذه الأزمة ولكن في واقع الأمر انهم ابعد ما يكون.
وترك مساحة لفولكر وجماعته للتحرك قد تفضي تلك التحركات الي حلول آنية او وضع “المسكن على الجرح” ولكن سرعان ما يتجدد ذلك الجرح بعد انتهاء مفعول “المسكن”.
ارجعوا الي تاريخ فولكر وتجربته في سوريا فإنه لم يفعل شئ غير انه أشعل ثقاب البارود وغادر دمشق وتركها في جرح يصعب علاجة.
إن التفاف القوي السياسية الوطنية وجلوسها على طاولة واحدة هو المخرج لهذه الأزمة لان واقع الحلول الدولية حققت نتائج عكسية بعد زوال المسكن الذي وضعه الوسطاء الدوليون في القضايا السودانية وتجاربهم ماثلة أمامنا.
وحواء السودان أنجبت اكثر من فولكر وانهم يملكون من الفهم والدراية والحنكة ما يفوق ذلك الألماني الذي وجد مساحة من التحرك ما جعلته يتمادي ويتحري التمادي في الفشل… فمهمته كانت فنية فقط لكنها تحولت الان الي كابوس تنسج سيناريوهاته داخل الغرف المغلقة.
اقول ذلك وانا على يقين ان السودانيين يملكون من الخبرة ما تؤهلهم لتجاوز هذه الأزمة وان الواجب يضع على عاتقهم ترك ما يسمي بالالية الثلاثية التي يقودها فولكر والبحث عن طريق في آخر النفق يؤدي الي الخروج بأمان وسلامة..
قد حان الوقت للقوي السياسية والمجتمعية بمختلف مسماياتها ان تجعل من الحل سودانيا خالصا لأننا نفهم جميعا لغة بعضنا البعض ونعرف كل منا ما يريده الآخر مما يمهد الطريق الي حلول من شأنها تعيد التوازن الساحة السياسية.