كتبت ابراهيم العرضي لعبة البرهان (1)
في العام 2005 ركب صلاح قوش طائرته متوجها إلى أمريكا وكان وقتها يشغل منصب رئيس جهاز الأمن والمخابرات وحينها كانت العلاقات السودانية الامريكيه في الحضيض وفي أدنى درجاتها مع مقاطعة كامله للسودان من قبل أمريكا. وتبع ذلك حصار أمريكي للاقتصاد السوداني من قبل أمريكا وتوابعها في العالم.
قال البعض أن قوش قد تسلل خلسة من السودان في سفريته تلك دون علم احد في الدولة لكن الأمر لم يكن كذلك فإن قيادة الدولة كانت تعلم بعزم قوش السفر إلى أمريكا بدعوة قدمتها له المخابرات المركزية الأمريكية وقيادة الدولة قد باركت المسعى عله يخفف من ذلك الضيق الذي عانت منه البلاد بأكملها.
وتلك الدعوة لم تأت من فراغ ولكنها جاءت عبر فرع الموساد المعروف باسم المخابرات الإماراتية ودور آخر لعبته المخابرات المصرية.
الا ان قوش كان له أجندة أخرى تخصه وحده غير تلك التي كانت ترجوها الدولة وقد خدم مصلحته على أكمل وجه(وكل مصالحه كانت متعلقه بأمور ماليه وقد صار بالفعل من الأثرياء) وتبقى عليه أن يرد الدين لمن خدموه.
ونتوقف هنا عن سيرة قوش ونعود إليها لاحقا لأن هناك أحداثا كثيره جرت وهي مرتبطة بكل ما حدث لاحقا ففي العام 2012 افتتح الثنائي الماسوني مو ابراهيم واسامه داؤود مكتبين أحدهما في لندن والآخر في أبوظبي وكان ثالثهما(الخابور الاقتصادي) عبدالله حمدوك ومما هو معروف عن هذا الأخير أنه شخص عاطل عن العمل وعاطل عن أي موهبة ويفتقر إلى شئ اسمه القيم والمثل ولديه كامل الاستعداد لخدمة اي مشروع مقابل المال لذلك كان هو الخيار الأنسب والأمثل لخدمة المشروع القادم الذي كان يتم التخطيط له لمستقبل السودان.
وفي نفس العام اي 2012 شهدت الساحة السياسية محاولة انقلابية قادها العميد ودابراهيم وفي معيته عدد من خيرة ضباط القوات المسلحة وهنا لابد من وقفه لتصحيح خطأ شائع تعمدت بعض الجهات داخل الحكومة انذاك ارتكابه وهو الزج باسم صلاح قوش في تلك المحاولة(وتسميتها بالمحاولة التخريبية) وهنا وبعيدا عن معلوماتي الشخصية والمؤكده ومما يعلمه الناس من البديهات ونحن في دولة شهدت كما هائلا من الانقلابات ما نجح منها ومالم ينجح
يعلم الجميع أن ضباط الجيش لا يشركون أحدا من اي جهة نظامية أخرى في أمر الانقلاب ويكون الأمر قاصرا فقط على وحدات الجيش وافرعه المختلفة وان كان قد جرى تنسيق مع نظاميين وكذلك احيانا مدنيين أن كانت هنالك حاجة من العسكريين لدعم سياسي فان كل ذلك يتم بعيدا عن مبدأ الشراكة في الانقلاب والمجلس العسكري أو مجلس قيادة الثورة الذي يعقب الانقلاب في حال نجاحه ويبقى الأمر مجرد تنسيق لا اكثر.
وحتى فيما يتعلق بالتنسيق مع جهاز الأمن كان ذلك بعيدا كل البعد عن صلاح قوش وقد كانت تلك هي الثغرة التي افشلت الانقلاب من خلال ضابط لم يقدر عظم حجم المسؤولية التي أوكلت إليه.
كل تلك الأحداث أبعدت قوش عن مركز القرار إلى حين مما اقلق الجهات التي كانت تخطط لتغيير النظام. لكن الأمر لم يستغرق كثيراً فقد تدخلت الإمارات بقوه لإعادة قوش وكان نظام الإنقاذ وقتها يعاني ضعفا اقتصاديا كبيراً ويرجو المساعدات من بعض بلدان الخليج ومنها الإمارات لذلك رضخ البشير على مضض على المطلب الإماراتي.
عندها عاد قوش إلى موقعه وعاد أكثر شراسة وعزيمة على إسقاط نظام الإنقاذ فقد أصبحت لديه هذه المره مواجد شخصية ضد الإنقاذ بعدما تمت إقالته واعتقاله كذلك في نفس المعتقل الذي كان يزج به المعتقلين السياسيين وهو كذلك المعتقل الذي جند فيه كل عناصر قحت بعدما أطلق صراحة واعيد للخدمة فدربهم على كل ما هو مطلوب منهم من خدمة لا جندة عدد من أجهزة المخابرات العالميه لاحقا عندما يقع التغيير المخطط له من قبل قوش وأطراف كثيره أخرى.
في هذه السلسلة سنتتيع الأحداث التي وقعت إلى حين الوصول إلى ثورة ديسمبر والإجابة على السؤال الأهم هل هي ثورة طبيعية ام كانت مصنوعة وكذلك الإجابة عن سؤال ماهي لعبة البرهان التي يلعبها في الخفاء والعلن ليصل إلى كرسي رئيس الجمهورية وما هو الدور الخفي الذي يلعبه الشيوعيين في كل ذلك!!!؟؟
يتبع…