صلاح قوش وقرأت المشهد
(( لاتعرف بماذا يفكر حاد الذكاء سريع البديهة ولا تقدر على توقع خطوته القادمة تجاهك )) هذه كلمات ساقها كارلوس الفنزويلي المطلوب رقم 1 في عقد التسعينات في مرد حديثه عن لقائه بصلاح قوش بشارع 15 حي العمارات في العام 93 (رواية ايام كارلوس في الخرطوم للاستاذ عادل الباز ) وما ذكره الرجل كان هو ما يميز قوش عن اقرانه في جامعة الخرطوم حتى جعلهم يطلقون عليه لقب قوش تيمنا بعالم الرياضيات الهندي الشهير قوش ولعل اللقب يغني ذاته ويغني عن كثير .
الصفات اللاصقة بالرجل وتراكم الخبرات البادئ في مكاتب المعلومات الخاصة بالحركة الاسلامية جعلت الشيخ الترابي يوكل له امر رعاية ومتابعة كارلوس اذ بان اقامته بالخرطوم هذا الملف تحديدا شهد اولى حلقات التصادم بين قوش ود.نافع الذي كان يشغل منصب المدير العام للجهاز (الرسمي ) واحتج بشدة حينها عند الترابي على ان قوش لا ينسق بالشكل المطلوب وان الجهاز الرسمي كان يكذب تقارير المخابرات الفرنسية (DGSE ) التي تتحدث عن تواجد كارلوس بالخرطوم والذي يكذبه الامن بشدة ليس نكاية باحد ولكن لان الرجل احكم الامر بكارلوس لدرجة اخفائه لستة اشهر لايعلم امره الا اثنين الترابي وقوش !!
التاريخ البارز في حياة الرجل الغامض كان في العام 99 حيث المفاصلة الاشد قصما لظهر الاسلاميين حينها كان قوش ممسكا بملف الامن الداخلي وادار الملف بغلظة وشدة لم يسلم منها حتى الترابي نفسه ، فروض الولاء المطلق والتنفيذ الحرفي لما يطلب منه عزز الثقة فيه بتوليه رئاسة الجهاز بعد الدمج في العام 2004 فكانت نقطة الانطلاق لبروز قوة الرجل من خلال امبراطورية الامن النافذة في كل شيْ حتى اطلق عليها المداعبون ( البنتاغون ) وهي تعكس حجم المؤسسة في عهد الرجل عند مخيلة العامة حتى جعلت الرجل يفكر في الرئاسة وهذا ما اورد عليه ما اورد .
الرجل تلميذ نجيب في مدرسة عمر سليمان ( مدير المخابرات العامة المصرية السابق ) والذي جعل من الجهاز مؤسسة تلاحق الناس في احلامهم حتى تندر عادل امام في (الواد سيد الشغال على الامر بمداعبته للبواب والصفرجي والبواب انهم مخابرات …. قوش نجح في ذلك نجح في ان يجعل حتى بائعة الشاي مخابرات..ونصف أعضاء الحرية والتغيير وبعض عضوية الحركات المسلحة.. كل هذا يمكنه أن يكون الرئيس والسيطرة على الأوضاع في زمن قليل.. ويعم الاستقرار السياسي والاقتصادي والأمني