إيران تكشف عن حصول تفاهمات بشأن رفع بعض العقوبات وتهدد إسرائيل
كشف مسؤول في إيران يوم الأحد عن حصول تفاهمات بشأن رفع العقوبات الخاصة بالنفط والبنوك والتعاملات المالية، ولكنه لم يقدم معلومات أكثر تفصيلا بشأن هذه التفاهمات.
وقال عباس عراقجي مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية إن بلاده ستنسحب من مفاوضات فيينا إذا لم تلمس جدية، أو وجدت أن المفاوضات تتحرك باتجاه الاستنزاف وإهدار الوقت.
وأضاف كذلك مساعد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي -على هامش اجتماعه مع أعضاء لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في برلمان بلاده- إن المفاوضات تناقش موضوعات معقدة وحساسة، وأن إيران لن تتسرع في اتخاذ القرار، مشيرا إلى أنّ هناك عراقيل تصعّب التنبؤ بالنتائج التي يمكن أن تحدث.
علاوة على ذلك أكد عراقجي رفض طهران مقترح العودة للاتفاق النووي على مبدأ خطوة مقابل خطوة، وأنها ستتراجع عن خفض التزاماتها النووية إذا رفعت واشنطن العقوبات بشكل عملي وعادت إلى الاتفاق.
تهديد لإسرائيل
وقال رئيس هيئة الأركان الإيراني اللواء محمد باقري إن ما جرى أخيرا بجنوب إسرائيل، وما سيجري مستقبلا لأمنها ومصالحها؛ سيجعلها تعود إلى رشدها. بينما يُتوقع أن يبدأ اليوم وفد أمني إسرائيلي زيارة لواشنطن لبحث ملف إيران.
وأضاف أنه على إسرائيل أن تكون متأكدة من أن استمرار استهداف سوريا والسفن في البحار ستتبعه ردود واضحة.
وأشار إلى أنه إذا ما استمرت إسرائيل في سياساتها -التي وصفها بالعدوانية- فمن غير المعلوم شكل وحجم الرد الإيراني، وقد يكون صادما.
وكانت إسرائيل اعترفت بوقوع انفجار قرب مفاعل ديمونة النووي قبل أيام، ولكن الجيش الإسرائيلي قال إن ما حدث هو أن صاروخا وصفه بالطائش من طراز أرض-جو أُطلق من سوريا وسقط في منطقة بعيدة عن مفاعل ديمونة النووي في صحراء النقب، دون أن يؤدي إلى أضرار.
بيد أن وسائل إعلام إيرانية غير رسمية شككت في الرواية الإسرائيلية بشأن الحادثة ووصفِ تل أبيب للصاروخ بالطائش، ووصفت ذلك بأنه أمر مضحك للخبراء، وقالت إن ما جرى قرب مفاعل ديمونة “رسالة لإسرائيل بأن مناطقها الحساسة ليست محصنة”، وأضافت المصادر نفسها أنه كان بإمكان الصاروخ أن يتابع طريقه إلى المفاعل، “لكن التسبب بكارثة ليس مطلوبا”.
وأوردت المصادر ذاتها أن المعلومات المتوفرة تفيد أن الصاروخ من نوع “فاتح 110″، وهو قادر على حمل رؤوس متفجرة، كما تفيد المعلومات أن الصاروخ هو من نوع أرض-أرض وليس أرض-جو كما ذكرت الرواية الإسرائيلية.
وفي وقت سابق، قال مسؤول في الحرس الثوري الإيراني إن ما حدث في جنوب إسرائيل “لا يمكن كتمانه، ومن يرتكب شرا عليه تحمل نتيجة أفعاله”، وأضاف المسؤول أن تل أبيب “تسعى للتعتيم على ما جرى أمس من انفجارات في إحدى الشركات العسكرية”.
كما صرح فلاح زاده نائب قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري أنه “على الكيان الصهيوني إدراك أن المقاومة مستقرة قرب قواعده حول العالم وتدفعه للانهيار”، وأضاف أن إسرائيل “لن تكون موجودة بعد 25 عاما، والأمة الإسلامية لن تتوقف عن مواجهتها”.
يشار إلى أن إسرائيل كثّفت في السنوات القليلة الماضية وتيرة استهدافها مواقع عسكرية تقول إنها تتبع لقوات إيرانية ومجموعات موالية لها في مناطق عدة من سوريا، إذ قال رئيس هيئة الأركان الإسرائيلية في ديسمبر/كانون الأول الماضي إن إسرائيل شنت أكثر من 500 غارة صاروخية على سوريا في العام الماضي وحده بهدف محاربة تمركز إيران عسكريا في الأراضي السورية.
وفد إسرائيلي
من ناحية أخرى، من المقرر أن يبدأ اليوم الأحد وفد أمني إسرائيلي زيارة للولايات المتحدة؛ في محاولة لثنيها عن العودة للاتفاق النووي مع إيران.
وكان موقع “أكسيوس” (AXIOS) نقل عن مسؤول إسرائيلي قوله إن الوفد سيضم مستشار الأمن القومي الإسرائيلي مائير بن شبات، ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي، إضافة إلى رئيس الموساد يوسي كوهين.
وقال المسؤول الإسرائيلي إن نتنياهو عقد اجتماعا مع الوفد، وطلب إيصال رسالة مفادها أن العودة للاتفاق النووي تهديد لإسرائيل، وأنها لا ترحّب بمحادثات فيينا التي تناقش فيها إيران وأطراف دولية سبل عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق الذي توصلت إليه هذه الأطراف الدولية مع إيران في عام 2015.
وفي وقت سابق، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس إن المباحثات مع إيران في فيينا تركز على ضمان عدم حصول إيران على قنبلة نووية، وتبحث العقوبات التي يمكن رفعها عنها.
وأضاف -في مقابلة خاصة مع الجزيرة- أن مقترحات إدارة بايدن بشأن إيران تقوم على مبدأ الامتثال مقابل الامتثال، من أجل العودة للاتفاق النووي.
وأكد أن واشنطن تنسق مع إسرائيل بخصوص الملف الإيراني، مشيرا إلى أن إيران تطرح تحديا كبيرا بدعمها للإرهاب والوكلاء في المنطقة، وكذلك بانتهاكاتها لحقوق الإنسان وبرنامجها للصواريخ الباليستية.
وكانت الولايات المتحدة قد انسحبت من الاتفاق عام 2018 في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، وعاودت فرض عقوبات على إيران التي ردت -اعتبارا من 2019- بالتحلّل من قيود الاتفاق على أنشطتها النووية.