هسع الرئيس البشير في المستشفى ، ليس لأنه مريض فقط ، بل لأن رأس السلطة فهم تماما كل ما كان البشير يفعله و هو متعاطف تماما معه و متفهم لسعيه و قراراته .

صديق كان مقرب من السلطة و من مطبخها و أبتعد ، كان يقول لي المعاينة من بره ساهلة ، لمن تخش الدولة المعادلة بتكون أصعب .

و السبب بالطبع أنه متخذ القرار بيدفع ثمنه السياسي كاملا ، ليس كصاحب الرأي أو المقال .

البرهان عرف أن خيارات البشير دائما كانت خيارات رجل دولة ، و أن المصلحة و حسابات السياسة دائما ما كانت تجعله يختار هذا الطريق الذي مشى فيه .

عليك أن تفهم أن الخصام بين دول الخليج خصام بين أسر و قبائل واحدة ، يجمعها الكثير و يفرقها القليل .

و أن هذا الخصام لا يدوم فمصالح دول الخليج واحدة و أن بدت لبعض الناظرين غير ذلك .

تمضي دول الخليج بخطوات متسارعة نحو المصالحة الشاملة ، و دول الخليج تعيد رسم علاقتها مع تركيا ، مصر أيضآ تفعل المثل ، تعيد تعريف حلفائها و خصومها .

و يتبقى أمامنا أمر واحد واضح ، أن العداوة التي يتصدر لها الإعلامي مع الدول سيدفع ثمنها ، البشير كان يفهم أن الحياد هو الأصل في صراع الأخوة ، و أن ما بين الأخوة أكبر مما بينهم و أبناء عمومتهم ، هذه بديهية .

نسأل الله أن ييسر الأشقاء العرب لما فيه الخير و الصلاح .

عمسيب

وهكذا