الأزمة السودانية

البوكر.. التحول الديمقراطي

و التحول إبتداء من أمس يبدأ بالتخمر …
و كل شيء في التحول الجديد .. تحول الحال في السودان .. يبدأ ظهر الخميس .. لحظة توقيع القرار الذي يعيد لجهاز الأمن و المخابرات کامل الصلاحيات (لفعل كل شيء )
و تحت الحصان الكاملة …
…….
و ما يعيد جهاز الأمن للعمل كان هو .. قراءة البرهان و أركان حربه من الشرطة و الجيش …
قراءة تقرأ لوح مخطط السفارات و المنظمات و البنك إياه و … لهدم السودان .
و القراءة … قراءة البرهان و من معه كانت تجد أن مخطط المظاهرات يغطي (نجاح) مخططه بفشل المظاهرات الأخيرة .
و القراءة تجد أن (الشعور بالانتصار) يغطي العيون تماما عن الحفرة … التي يقاد السودان إليها .
و قراءة الأحداث تجد أن المخطط يعتمد على حقيقة أن الشرطة مقيدة الأيدي … بحكم قانونها و بحكم مقدراتها المقدرات التي لا تتوفر إلا لجهاز أمن ضخم .
و أن الجيش مقيد .
و أن هذا و هذا …. الجيش و الشرطة مهما عرف عن مخطط الخراب فإنه / بحكم تكوينه/ يعجز عن إيقافه
من هنا جاءت عودة جهاز الأمن و المخابرات ..
…….
و عاد …
و في الجلسات الأولى لوضع خطة العمل جهاز الأمن يجد
:- نحتاج إلى شخص بمواصفات بعضها هو أن يكون. خبيراً بعمل و أساليب و أسلحة التخريب الحديثة
.. و ..
……
و المواصفات هذه تقول
× :- … شخصية كبيرة
و خطة العمل تقول إنه مطلوب شخص يعرف السفارات…. فلسفةً و هدفاَ و أشخاصاً و شبكة إتصالات .. و و
و الخطة ترفع عيونها لتقول
:: السنجك …
و الخطة تقول
مطلوب رجال يستطيع كل منهم السير في العواصم و هو معصوب العينين … و..
و كل منهم يستطيع التعامل مع الأجهزة و هو أعمى
و كأنها تجربة فنهار الأحد الماضي كان البرهان يسأل عما إذا كان ممكناً جمع رجال المخابرات الذين طردتهم قحت ..
و قالوا … نعم ..
و في ساعتين كان ستة آلاف يرفعون التمام …
…….
و أكثر هؤلاء تخصصاتهم هي
معرفة من … من اليسار و الأحزاب و مسکنه …. و عمله و دخله و ما إذا كان يأكل السمك أم لا ..
و الآخرون يشعرون بذلك فالأحزاب تتميز أيضا بأن لديها أجهزة مخابرات ..
لكن المخابرات هذه لم تكن قادرة على إخفاء أن معظم قادة المقاومة قد هجروا الخرطوم ليل الجمعة ..
و لا مخابرات الأحزاب نجحت في إخفاء أن السفارات إتصلت بأشخاص (كثيرين جداً) تُبلِّغهم أنه ..
: لا تتَّصلوا بنا…. لا تزوروا مباني السفارات و لا بيوت أعضاء السفارات … و لا و لا ..
……….
و قراءة السفارات لقرار عودة جهاز الأمن كانت قراءة تجد أن
عدد كبيراً من رجال جهاز الأمن يعمل … أو هو يتَّجه إلى العمل … في دارفور و أن مخطط حماية السودان من الإنهيار يعمل في مناطق دارفور و في الخرطوم معاً
و أن إطلاق يد جهاز الأمن في دارفور إطلاق كان هو ما يجعلها تعمل تحت الحصانة .
………….
قراءة كل شيء في كل زاوية قراءة كانت تجد ما يُحدِّث به الدكتور المحامي ناجي مصطفى الذي/ في محاضرة مفصَّلة/ يُحدِّث عن مخطط البنك الدولي لضرب السودان الضربة النهائية و من خلال ميزانية العام القادم ..
الميزانية التي تجد أنه
لا موارد
و لا صادر
و أن الجنيه يموت
و أنه إن زادت الحكومة المرتبات مات الجنيه
و إنه إن لم تزد الدولة المرتبات ماتت الخدمة المدنية
و أن مخطط قحت بالمظاهرات كان إبعادة النظر عن الإنهيار هذا ..
و أن حمدوك الذي يقول إنه سوف يُقدِّم إستقالته الأربعاء القادم هو شخص يعرف ما يجري و يبتعد حتى إذا جاء الانهيار كان هذا بعيدا عنه ..
( و حمدوك يختار وزير العدل في حكومة قحت و وزير الشؤون الدينية ) حمدوك يختار هذين بالذات حتى يضمن قبول إستقالته لأن الوزيرين هذين كانا ممن أجمع الناس على رفضهما ..
……
و منذ شهر كان العالم يشعر بإشارات سقوط السودان في الهاوية لهذا لم يكن مدهشاً أن تتلقى سفاراتنا موجة كبيرة من طلبات صحفيين لزيارة السودان
و العدد يجعل الخارجية تسال جهاز الأمن و المخابرات عن السبب ..
و الجهاز يدرس الطلبات و أهلها ثم يقول للخارجية
-: هم رجال مخابرات تدعوهم سفاراتهم للعمل هنا
فالأيام القادمة هي أيام تقسيم السودان … و كل جهة في العالم تشحذ سكاكينها و تستقدم جنودها ..
هذا بعض قليل من الإجابة على السؤال الذي هو
لماذا عاد جهاز الأمن و المخابرات ….

إسحق أحمد فضل الله

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Show Buttons
Hide Buttons