النزاع الحدودي بين إثيوبيا والسودان.. تفاؤل سوداني بالوساطة الإماراتية
تلوح في الأفق بوادر حل في الأزمة الحاصلة بين السودان وإثيوبيا، بشأن النزاع الحدودي الدائر بين البلدين في منطقة ”الفشقة“ شرقي البلاد، بعد معارك بين جيشي السودان واثيوبيا، كادت أن تؤدي إلى نشوب حرب بين الجارتين.
وطرأت متغيرات متسارعة جديدة على صراع الخرطوم وأديس أبابا على هذه المنطقة الزراعية، وذلك بعد إعلان السودان أمس الثلاثاء -رسميًا- موافقته على مبادرة دولة الإمارات العربية المتحدة بشأن التوسط بينهما لحل هذه الخلافات، إضافة إلى مشكلة سد النهضة التي وصلت فيها عدة جولات سابقة بين البلدان الثلاثة ”السودان وإثيوبيا ومصر“ إلى طريق مسدود.
ووجدت موافقة السودان على هذه المبادرة، قبولًا واسعا في الخرطوم، باعتبار أن الإمارات دولة وسيطة بين البلدين ولديها سمعة طيبة في الإقليم وتجارب سابقة، بحسب محللين سودانيين.
ويرى الباحث السوداني ياسر جمال، أن إثيوبيا ستوافق على المبادرة الإماراتية، انطلاقًا من دور الإمارات ودبلوماسيتها ومكانتها لدى إثيوبيا، بجانب المصالح المرتبطة بين الخرطوم وأديس أبابا في الكثير من القضايا بينها الحدودية، وأخرى تتمثل في الاقتصادية.
التعاون بين السودان وإثيوبيا مرة أخرى
وقال ياسر جمال وهو -أيضًا- محلل اقتصادي سوداني في تصريحات له، إن المبادرة الإماراتية يمكن أن تشكل أرضية صلبة، لإعادة التعاون بين السودان وإثيوبيا مرة أخرى.
من جهته، توقع المحلل السوداني عبدالله فتحي، أن تجد المبادرة الإماراتية قبولًا من أطراف الصراع واستجابة تخرق حائط الخلاف بإحراز نقاط إيجابية متقدمة، مشيرًا إلى أن السودان وافق على هذه المبادرة، لقناعته بأن أي تدخل موضوعي يراعي مصالح واقتصاديات السودان، هو أمر مطلوب ويحقق إضافة.
وقال المحلل عبدالله فتحي في تصريحه، إن الإمارات لها سمعة طيبة في الإقليم، وتجارب سابقة، متوقعًا أن تكون هذه المبادرة ناجحة بالنسبة للقبول السوداني، وأن تستقبلها إثيوبيا باعتبار أن الإمارات وسيط مقبول ومحايد، بحسب تعبيره.
وجاءت موافقة السودان على مبادرة الإمارات، بعد طلب رئيس مجلس الوزراء عبدالله حمدوك الأسبوع الماضي، وساطة رباعية من الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الامريكية، فيما يتعلق باستخدام مياه نهر النيل، لملء سد النهضة.