تسرب النفط من الناقلة صافر سيلحق الضرر بالمنظومة البيئية للبحر الأحمر
أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن قلقه الشديد حول حالة ناقلة النفط صافر الراسية قبالة الساحل الغربي لليمن، الجمعة.
وقال الأمين العام في بيان إن خزان صافر العائم لم يتلق أي صيانة تذكر منذ عام 2015، مما يعرض الخزان لخطر وقوع تسرب نفطي هائل، أو خطر الانفجار أو الحريق.
وأضاف البيان أن تحقق أيٍ من هذه المخاطر سيؤدي إلى عواقب بيئية وإنسانية كارثية بالنسبة لليمن وللمنطقة.
وأوضح البيان أن تسرب النفط الذي يحمله الخزان إلى البحر الأحمر “سيلحق الضرر بالمنظومات البيئية للبحر الأحمر التي يعتمد عليها 30 مليون شخص في المنطقة”.
كما سيؤدي تسريب النفط إلى إغلاق ميناء الحديدة لعدة أشهر، مما سيفاقم من سوء الأزمة الاقتصادية التي يمر بها اليمن، كما سيحرم ملايين اليمنيين من قدرتهم على الوصول للغذاء وغيره من السلع الأساسية.
وحث الأمين العام في البيان على إزالة أية عوائق تعترض الجهود المطلوبة لتجنب التهديد الذي يمثله خزان صافر العائم دون تأخير.
ضرورة تقييم وصيانة الناقلة صافر
كما دعا غوتيريش إلى تمكين فريق من الخبراء الفنيين المستقلين من الوصول إلى خزان دون شروط مسبقة لتقييم حالة الخزان الناقلة صافر ، وعمل أية إصلاحات أولية ممكنة.
ففي مارس 2018 طالبت الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي الله رسميا مساعدة الأمم المتحدة بخصوص أزمة الناقلة صافر.
وكان يجب أن تبدأ بتقييم فني للناقلة، من أجل تقديم أدلة محايدة تسير بالأطراف نحو الخطوات التالية، والتي قد تشمل الإخراج الآمن للنفط والتخلص من الخزان إذا اتفق الطرفان على ذلك.
ومن المتوقع أن يوفر هذا التقييم الفني أدلة علمية مهمة لتحديد الخطوات القادمة من أجل تجنب الكارثة.
وسبق وأن أكدت الأمم المتحدة، أنها لا تزال بانتظار موافقة جماعة الحوثي على إرسال فريق تقييم إلى ناقلة النفط (صافر) التي تنذر بتسرب 1.1 مليون برميل من النفط الخام قبالة ساحل اليمن.
إلا أن جماعة الحوثي لم تعطي الأمم المتحدة الأذونات اللازمة لقدوم البعثة، ولم تف بإلتزامها المكتوب في هذا الشأن في تعنت واضح ومماطلة يقصد بها تعطيل عمل البعثة.
وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، قد حذر الشهر الماضي من الكوارث المحدقة من تسرب النفط من الناقلة صافر إلى مياه البحر الأحمر.
وقال بومبيو في تغريدة له على تويتر “تخيل أكثر من مليون برميل نفط يتسرب إلى البحر الأحمر، ستصبح الموانئ غير صالحة للعمل، وستدمر مصايد الأسماك، وسيصبح الشعب اليمني دون مساعدة، وستقطع الواردات”.
وأضاف بومبيو في تغريدته “ندعو الحوثيين إلى الوفاء بالتزاماتهم، وتسهيل عمل الأمم المتحدة لتقييم وضع ناقلة النفط صافر”.
والناقلة صافر التي بنيت قبل 45 عاما وتستخدم كمنصة تخزين عائمة، محملة بنحو 1.1 مليون برميل من النفط الخام، وهي لم تخضع لأي صيانة منذ 2015، ما أدّى الى تآكل هيكلها وتردّي حالتها.
وفي 27 مايو تسربت مياه إلى غرفة محرك السفينة “الأمر الذي كان من الممكن أن يؤدّي إلى كارثة” لو لم تتم السيطرة على الوضع يومئذ، بحسب بيان سابق للأمم المتحدة.