تهديدات متبادلة وتلويح بمحاور القتال بين الجيش الليبي وحكومة الوفاق
ارتفعت حدّة الحرب الكلامية وتصاعدت وتيرة التهديدات العسكرية بين طرفي النزاع في ليبيا، بعد اتهامات متبادلة بين قوات الجيش وحكومة الوفاق بالقيام بتحشيدات عسكرية على تخوم منطقة الخط الأحمر سرت – الجفرة، وسط تلويح بتحريك محاور القتال من جديد، وهو ما قد يعكرّ أجواء الهدوء التي تشهدها البلاد منذ اتفاق وقف إطلاق النار المعلن بين المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق والبرلمان الليبي.
فقد اتهم الجيش الليبي مساء أمس الأربعاء مليشيات قوات الوفاق بالقيام بتحشيد عسكري كبير مدعوم بالأسلحة التركية المتطورة وآلاف المرتزقة والمقاتلين الأجانب في منطقة الهيشة والقداحية وزمزم وكل شرق مصراتة، وبالتحضير لهجوم على مواقعه في سرت والجفرة وكل مدن شرق ليبيا.
وحذّر الجيش في بيان، المليشيات المسلّحة التابعة لقوات الوفاق من اتخاذ أي خطوات تصعيدية واستفزازية في المنطقة، مجدّدا إلتزامه بوقف أطلاق النار وتنفيذ مخرجات اللجنة العسكرية5+5 واستجابته لمتطلبات المجتمع الدولي ودعمه للمساعي الجارية لحل الأزمة الليبية.
فيديو مريب
إلى ذلك، نشر ناشطون ليبيون على مواقع التواصل الإجتماعي، فيديو يظهر تحرك أرتال عسكرية ومدرعات تابعة لقوات الوفاق مدججة بالأسلحة وعلى متنها العشرات من المقاتلين وإقترابها من خط التماس سرت – الجفرة.
في المقابل، تحدثت غرفة “عمليات سرت والجفرة” التابعة للوفاق في بيان نشرته ليل الأربعاء، عن رصدها تحشيدات وتحصينات جديدة لقوات الجيش الليبي بالقرب من المنطقة، واتهمته بزرع الألغام وحفر الخنادق من أجل إعادة الهجوم مرة أخرى على مدن الغرب الليبي، وأعلنت أن قواتها على أُهبة الإستعداد لصد أي تحرك عسكري مرتقب للجيش.
مرة أخرى إلى الحرب؟!
يأتي هذا في حين يخشى الليبيون أن يذهب طرفا النزاع مرة أخرى إلى الحرب التي تبدو الأرضية الداخلية مهيئة لإندلاعها، خاصة مع وصول العملية السياسية إلى طريق مسدود بعد فشل البعثة الأممية حتى الآن في تجميع الأطراف الليبية وتحقيق توافق بينها على توحيد السلطة التنفيذية والمؤسسات، وتعثّر اللجنة العسكرية 5+5 في تحقيق تقدم ملموس باتجاه تنفيذ أغلب النقاط أو البنود المتفق عليها، إلى جانب نقاط الخلاف الكبيرة حول الترتيبات الدستورية المؤدية للإنتخابات.
تشويش تركي
وخارجيا، تدعم أغلب الدول بقوّة إصلاح العملية السياسية في ليبيا وتحقيق السلام، باستثناء تركيا التي تستمر في تكديس شحنات الأسلحة داخل ليبيا والتخطيط للبقاء فترة أطول بعد التمديد في مهام قواتها في هذا البلد الذي يبدو فيه الوضع قابلا للإنفجار في أيّ وقت، في تحركات يقول مراقبون إنها تستهدف التشويش على محاولات تحقيق تسوية سياسية، وعسكرة المشهد مرة أخرى وإعادته إلى الأوضاع العنيفة.
يشار إلى أنه منذ 21 أغسطس الماضي، يسود الهدوء كافة محاور القتال المتنازع عليها في ليبيا، بعد اتفاق المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق والبرلمان الليبي على وقف إطلاق النار وإنهاء كافة العمليات العسكرية في البلاد.