ديون السودان وعلاقة الولايات المتحدة الأمريكية بها
يعتبر الكثيرون أن القروض التي سيمنحها صندوق النقد الدولي للسودان هي طوق النجاة الذي سيساعد السودان على الخروج من الأزمات العديدة التي تعاني منها فئات المجتمع المختلفة .
الحكومة في السودان تقوم بإصلاحات إقتصادية بتوصيات أمريكية، حيث يقوم المختصون الأمريكيين بفرض شروطهم الإصلاحية على الحكومة لكي تتم الشراكة فيما بينهم، ويسمحوا لهم بالإقتراض من صندوق النقد الدولي .
أمريكا تظهر نفسها على أنها شريك للحكومة الإنتقالية، ولكنها بنفس الوقت فرضت واشنطن غرامات مالية ضخمة كتعويضات عن هجمات إرهابية قديمة، ومقابل نزع السودان من قوائم الإرهاب ولرفع العقوبات عنها .
قروض صندوق النقد الدولي ليست حلا لأزمات السودان، بل هي ديون إضافية ستثقل كاهل الحكومة وستضعف فرص الخروج من دوامة الأزمات، لأن حل أزمات السودان الأن يتمثل بالبدأ بمشاريع إستثمارية حقيقية وتعاون تجاري يخدم مصالح السودان، وليس العكس وكما تخطط أمريكا .
واشنطن تستغل الدول المنهارة إقتصاديا، وخصوصا في أفريقيا والشرق الأوسط لكي تتحكم في قراراتها وسيادتها، وبالتالي تتحكم بكل خيرات وموارد هذه البلاد، والأمثلة على ذلك كثيرة .
السودان يحتاج الى قيادة قوية، وكفائات وطنية للخروج من التبعية الأمريكية، ويجب أن يصبح القرار السوداني مستقل، وغير مرتبط بأي أجندات أخرى .
كل الإصلاحات التي تبنتها الحكومة بمجال الإقتصاد تثبت فشلها يوما بعد يوم، وهذه الإصلاحات الغير شعبية، والتي يلتزم بها رئيس الوزراء عبدالله حمدوك، سوف تزيد من معاناة الشعب السوداني وليس كما يأمل الجميع .