كشفت رسالة سرية مسربة عن أن زعيم تنظيم «القاعدة» السابق، أسامة بن لادن، خطط لقتل الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما في عام 2010، وطلب عدم قتل نائبه، في ذلك الوقت، جو بايدن. وأوضحت الوثيقة المنشورة من قبل صحيفة «ريبوبلوك وورلد» أن أسامة بن لادن طلب عدم اغتيال بايدن.وكان بن لادن قد أرسل هذه الرسالة المكونة من 48 صفحة إلى عطية عبد الرحمن؛ القيادي المعروف باسم «الشيخ محمود»، وكان عطية عبد الرحمن يعدّ الرجل الثاني في تنظيم «القاعدة» الذي قتل على يد القوات الأميركية في منطقة وزيرستان القبلية بباكستان في كان عبد الرحمن يخطط بشكل كثيف في إدارة عمليات «القاعدة» واعتمد عليه أيمن الظواهري منذ مقتل أسامة بن لادن. وتناولت الرسالة تفاصيل حول توجيه الخطط إلى هجمات مباشرة ضد الولايات المتحدة بدلاً من الهجمات الإرهابية في البلدان الإسلامية.وفي الرسالة حدد بن لادن تفاصيل رغبته في تشكيل فريقين لاغتيال الرئيس أوباما؛ الأول يتشكل في باكستان، والفريق الآخر في أفغانستان، لتنفيذ عملية اغتيال أوباما ومدير الاستخبارات المركزية آنذاك ديفيد بترايوس في حال زيارتهما أياً من البلدين.وقال بن لادن في رسالته: «أوباما هو رأس الكفر، وقتله سيجعل بايدن تلقائياً يتولى الرئاسة فيما تبقى من مدة» وأضاف: «بايدن غير مستعد تماماً لهذا المنصب وسيقود الولايات المتحدة إلى أزمة».ويقول بن لادن في رسالته: «أما بترايوس فهو رجل الساعة في هذه السنة الأخيرة من الحرب، وقتله يغير مسار الحرب». وأظهرت الرسالة السرية أن بن لادن أرجع قراره إلى أن بايدن سيصبح رئيساً غير كفء للولايات المتحدة؛ وهو ما ستستفيد منه الجماعات الإرهابية، وعلى رأسها تنظيم «القاعدة» وحركة «طالبان». وأراد بن لادن أن يقود بايدن أميركا إلى مزيد من الأزمات، التي ستكون بمثابة انفراجه لتلك التنظيمات، بحسب قوله. وعُثر على هذه الرسالة في مجموعة من الوثائق التي حصلت عليها القوات الأميركية من المجمع الباكستاني في أبوت آباد، حيث قامت بقتل بن لادن ورغم أن الوثيقة السرية نُشرت عام 2012، فإن الصحيفة أعادت نشرها، لتسليط الضوء عليها وإعطائها أهمية جديدة وسط الانسحاب الأميركي الفوضوي من أفغانستان الذي أعاد البلاد إلى «طالبان».وقال محللو المخابرات الأميركية في عام 2012 بعد نشر الرسالة إن المؤامرات ضد أوباما وبترايوس لم تكن لترقى إلى تنفيذ هجمات حقيقية؛ لكن تقييم بن لادن قدرات بايدن وتوقعه المسبق أزمة أميركية يبدوان أكثر أهمية في الوقت الحالي؛ حيث يواجه بايدن انتقادات لاذعة غير مسبوقة من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، ويواجه مشكلة تراجع شعبيته، وحرج موقف إدارته أمام المجتمع الدولي.يذكر أنه في 15 أغسطس الحالي استطاعت حركة «طالبان» السيطرة على العاصمة الأفغانية، كابل، دون مقاومة تذكر بعد أقل من أسبوعين من بدء الاشتباكات بين القوات الحكومية ومسلحي الحركة، فيما بقيت ولاية بنجشير الواقعة شمال شرقي البلاد، الولاية الوحيدة خارج سيطرتها.وجاءت سيطرة «طالبان» على معظم أراضي البلاد لتتوج عمليات عسكرية ضد القوات الحكومية استمرت أسابيع، تزامناً مع عملية انسحاب القوات الأجنبية بقيادة الولايات المتحدة، والمقرر اكتمالها في 11 من الشهر المقبل، وبعد مغادرة الرئيس الأفغاني أشرف غني البلاد «حقناً للدماء».ويواجه بايدن غضباً متزايداً في جميع أنحاء العالم لتخليه عن الأفغان وانتقادات لتصريحاته في 8 يوليو (تموز) الماضي باستبعاد سيطرة «طالبان» على أفغانستان ونفي أن تكون هناك فوضى في كابل. وهناك تساؤلات متزايدة حول كيفية تقييم البيت الأبيض والبنتاغون وأجهزة الاستخبارات الأميركية مستقبل أفغانستان وتهديدات «طالبان».
مقالات ذات صلة
شاهد أيضاً
إغلاق
-
الاتحاد الإفريقي يرشح 4 شخصيات كمعوثين إلى ليبيا
يونيو 22, 2022