سدّ النهضة: السودان يهدد بخيارات أخرى للخروج من دائرة المفاوضات المفرغة
أثار الخلاف بين القاهرة والخرطوم فيما يتعلق بملف سد النهضة مخاوف خبراء من تأثير هذا الأمر على مصير المفاوضات مع أديس أبابا، خاصة أن مصر والسودان هما الدولتان المتضررتان من السد، في وقت هدد السودان باللجوء لخيارات أخرى للخروج من دائرة المفاوضات المفرغة.
وكانت القاهرة أعلنت فشل اجتماع سد النهضة السداسي الذي عقد برعاية الاتحاد الأفريقي أمس الأول الأحد «في
تحقيق أي تقدم بسبب خلافات حول كيفية استئناف المفاوضات والجوانب الإجرائية ذات الصلة بإدارة العملية
التفاوضية، وتمسك السودان بضرورة تكليف الخبراء المُعينين من قبل مفوضية الاتحاد الأفريقي بطرح حلول للقضايا
الخلافية وبلورة اتفاق سد النهضة، وهو الطرح الذي تحفظت عليه كل من مصر وإثيوبيا».
انتقاد الخلاف السوداني المصري
نادر نور الدين أستاذ الأراضي والمياه في كلية الزراعة جامعة القاهرة، انتقد الخلافات المصرية السودانية في
المفاوضات.
وكتب على صفحته الرسمية على «فيسبوك»: «كنت أود أن يكون هناك تنسيق في المواقف بين مصر والسودان قبل
مباحثات السد الإثيوبي بدلا من أن تظهر مصر وإثيوبيا معا ضد المقترح السوداني، رغم أن تداعيات السد ستضر
مصر والسودان».
وأضاف: «إذا كان السودان طلب تدخل خبراء المكتب الفني للاتحاد الأفريقي الذين يحضرون الاجتماعات كمراقبين،
وأن مصر ترى أن خبراء المكتب الفني للاتحاد الأفريقي لا يوجد بينهم خبراء مياه أو خبراء سدود، فكان ينبغي
الاتفاق مع السودان بطلب خبراء أفارقه ومنهم الجنوب أفريقي الذي شارك في اللجنة الدولية لمعاينة سد النهضة التي
أنهت عملها عام 2013».
ولفت إلى وجود خبراء في النيجر ونيجيريا، وقال: «سد النيجر من السدود العملاقة في أفريقيا، كما كان يمكن طلب
أن يكون لمراقبي الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الذين يحضرون المباحثات دور في المباحثات».
وتابع: «وصل بنا الأمر إلى أن نختلف حتى في الأجندة وجدول أعمال المباحثات، فما بالك بجوهر المباحثات والملء
القادم للسد بحجم 18.4مليار متر مكعب في يوليو/ تموز المقبل وهو سيؤدي لتوقف محطات مياه الشرب في شرق
السودان مرة أخرى مثل الصيف الماضي، ويمنع امتلاء سدى الروصيرس وسنار من مياه الفيضان التي ستحتجزها
إثيوبيا كلها وأيضا سيقلل الوارد إلى مصر حتى تنتهي إثيوبيا من تخزين هذا الحجم الضخم والذي قد يستغرق ما بين
الشهر والشهرين من شهور الصيف المقبل».
طالب بالتنسيق مع السودان، مؤكدا أن ذلك «أمر حتمي» كما طالب بسفر وفد مصري مكون من رجال وزارة الري
ورجال المخابرات العامة للتنسيق مع السودان فيما هو قادم، حتى لا نعطي الفرصة لإثيوبيا لفرض سياسة الأمر
الواقع والملء بدون إرادتنا.