تسعى قحت للسلطة بلا هدف ولا رؤية
والآن قحت تسعى إلى السلطة مرة أخرى ، تسعى إليها بلا هدى ولا هدف ولا كتابٍ منير ، ولا رؤية مستنيرة ، فقط سلطة من أجل السلطة ، تماماً كما فعلوا أول مرة ، حين جلسوا على الكراسي – على حين غفلة من أهلها – وفشلوا في كل شيءفشلوا في إدارة الدولة…والاقتصاد…والتعليم…ومعاش الناسوفشلوا في كل مؤتمرات الدعم التي أقاموها داخلياً…وإقليمياً…وخارجياً..
ونذكر كي لا ننسى فالذكرى تنفع الغافلين و الناسين وتنفع النسَّايين فشل مؤتمرهم في الرياض…وفي باريس…وفي الخرطوم باسم القومة للوطن ، ولم يدعمهم المجتمع الدولي بأي شيء..ومصطلح مجتمع دولي هنا هو اسم الدلع للمجتمع الغربي الخبيث ، وهو المجتمع الذي به يستقوون الآن على جميع الرافضين لهم في بلادنا ، و سيما على العسكر ، ويحاولون تخويف الكل بأن المجتمع الدولي هذا سوف يعاديهم إن عادوهم ، إن لم يسمحوا لهم بالعودة إلى السلطة ، سوف يحرمهم من معوناته الدولارية ، ومن تبريكاته السياسية ، ويراهنون في ذلك على ذاكرة يحسبونها دجاجية داخل رؤوس الناس ، وينسون أن المجتمع الدولي هذا لم يدعمهم بشيء أصلاً ، وأعني عندما كانوا يتربعون – بفرح طاغٍ – على كراسي السلطة المسروقة ، لا بمعونات…ولا تسهيلات…ولا حتى تبريكات ، كما ينسون كيف كانت الأوضاع الاقتصادية – والمعيشية – خلال فترة حكمهم ، ينسون ذلك وهم يتحدثون عن تدهور الأوضاع الآن ، مع أن الأوضاع هذه أفضل مما كانت عليه بألف مرة مما كانت عليه في أيامهم .
فلا تدعوا أحزاباً مجهرية – غير ذات قواعد جماهيرية – تخدعكم مرة أخرى ، ولا تنبهروا بوقوف فولكر معها…واستقوائها به ، ففولكر هذا نفسه لا تسمح حكومته لأجانب بالتدخل في شؤونها الداخلية ، سيما شؤون جيشها ، كما يحدث عندنا الآن ، فهذه شرذمة لا هم لها إلا إشباع شهوتها – وشبقها – في السلطة بأي ثمن ، ولو كان استباحة وطنها – وجيشها – من تلقاء أجانب ، ونذكر…وربما لآخر مرة.. فالذكرى تنفع الغافلين…وتنفع الناسين…وتنفع النسَّايين ، وذلك قبل أن تصبح – من وحي كلمات المغني – صحو الذكرى المنسية ، أو تصير محض كلماتٍ للتاريخ.