درج تنظيم جبهة الإسلامية سيما في فترة الثمانينات من القرن الماضي على الاهتمام المتعاظم بالشوؤن الأمنية حتى باتت جزءاً لا يتجزأ من الحراك التنظيمي داخل المنظومة فقد كان له خلايا داخل التنظيم تهتم بالجوانب التأمينية وجمع المعلومات الاجتماعية والسياسية من داخل الأحياء السكانية بغرض الاستفادة منها في جوانب الاستقطاب التنظيمي والسياسي في الانتخابات التي جرت في العهود الديمقراطية المنصرمة وتوفير معلومات مفصلة عن الهوية السياسية لجل السكان في المنطقة المعنية للاستفادة منها في المعتركات الانتخابية آنذاك.وعندما قفزت الجبهة الإسلامية للحكم في العام 1989 منقضة على النظام الديمقراطي الذي يتزعمه الصادق المهدي زعيم حزب الأمة ورئيس الوزراء، تعاظم الدور الذي تلعبه خلايا التأمين داخل الجبهة الإسلامية فلم يعد دورها قاصراً على جمع المعلومات للاستفادة منها في العمل السياسي بل تطور وضعها التنظيمي حيث أصبحت لها قيادة شبه عسكرية وعناصر مدربة على العمل العسكري والأمني كما أن بعضهم بحسب المصادر تم تدريبهم في دولة إيران وأصبح لها وجود داخل الجامعات مع التنسيق مع ما يسمى بالخلايا الجهادية وقد اتهم في وقت سابق الكاتب الراحل المنتمي للحركة الإسلامية إن ابنه محمد الخاتم الذي اختفى فجأة من منزله قد يكون للأمن الشعبي أو أمن الطلاب الإسلاميين الوجه الاخر للأمن الشعبي دور في اختفائه وتصفتيه.أدوار قذرةوكان في العام 2019 عثرت قوات الدعم السريع على متفجرات وأحزمة ناسفة وأسلحة، وأجهزة اتصالات حديثة، شرقي الخرطوم، ووجهت أصابع الاتهام لجهاز الأمن الشعبي ، وتعهد الفريق ياسر العطا، عضو المجلس العسكري، باجتثاث جهاز الأمن الشعبي بعد أن اتهامه صراحة بالترتيب للقيام بأعمال تخريبية على خلفية ضبط الخلية الإرهابية بالخرطوم . ويخشى أن تنشط تلك المجموعات مجدداً في اعقاب الضربات التي سددتها لها لجنة إزالة التمكين مما يستدعي مزيداً من الحذر سيما في ظل السيولة الأمنية التي تشهدها البلاد في معظم أرجائها .